عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2006, 08:50 PM
  #17
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Post العنوسة مشكلة اجتماعية حلها في منهاج السلف الصالح في الزواج

لكل ظاهرة مرضية أسباب تقف وراءها .. وظاهرة العنوسة كظاهرة مرضية ترجع في أسبابها إلى غياب التربية الدينية السليمة ، وتعنت الفتيات وغرورهن ، ورفض الفتاة التزوج برجل متزوج بأخرى ، وتعرض أحد الطرفين لأسباب نفسية أليمة ، ومعايشة نماذج فاشلة للأسرة ، والتعنس بسبب الطموح أو الخوف ، والعلاقات الحميمة العاطفية غير الشرعية بين الفتيات والفتيان ، وتطلع الشباب إلى الزواج من فتيات ذات مواصفات عالية سواء من حيث الشكل أو الإمكانات أو المؤهل كتطلع البعض للزواج من الفاتنات والشقروات يشبهن اللائي يراهن في القنوات الفضائية. وهو لا يعرف الأصباغ وعمليات التجميل التي تخفي حقيقتهن !! وتعليم الفتاة – تماماً كالفتى – وتأخر سن الزواج كنتيجة حتمية ، ودعوى تأمين المرأة لأحوالها المادية قبل الزواج ، والتعنس بسبب رعاية الوالدين أو الأسرة في بعض الظروف.. والعنوسة الاختيارية للانطلاق الحر أو العنوسة لعيوب خلقية !! .

وإذا كانت بعض هذه الأسباب كما نرى ترجع إلى التطور الاجتماعي غير المنضبط بالصياغة الإسلامية لبناء المجتمعات وبناء الأسر المسلمة حتى التي تمثل ركنا المجتمع الأول.. فإن هناك أسباباً أخرى تعود إلى ضعف الإيمان في الأفراد ، وإلى انعدام القدوة من الوالدين أو الأسرة.. وإلى ضعف التربية والتوجيه والتأسيس !! .

أ - فقد تؤجل الأسرة زواج البنت بحجة استكمال الدراسات الجامعية أو الدراسات العليا ، وقد تتعنت في المطالب من الشباب المسكين المنهك الذي يعيش حالة لا يحسد عليها ، مع مغالاتهم في المهور ، وانتظارهن للزوج ذي المكانة الاجتماعية والمالية العالية ..

ب - أو أن يكون الأب من النوع الذي يحبس أهله عن الناس فلا يعرفون أحداً ، ولا يعرفهم أحد .

ج - الحب الجنوني الشديد من الوالدين لإبنتهم ، حيث يخشون من زواجها حتى لا تبتعد عنهم ، ويظل الأهل يرفضون كل من يتقدم لخطبة ابنتهم ظناً منهم أنه سيسرقها منهم ..!! ، هذا إلى جانب تقليد الأسر لمن هم أعلى منهم اجتماعياً ، بالبذخ وفي الأفراح ، وارتفاع أثمان الأثاث وفخامة البيوت .

د - ورغبة بعض الآباء في الشراء من زواج إبنته ، ومن ثم لا يزوجها إلا من غني ، وهي لا ترغبه .

هـ - عدم إحساس الآباء بمشكلة العنوسة وتداعيتها الخطيرة .

و - وكثرة الخلافات والمشاكل بين الآباء والأمهات قد تسبب نفوراً من الزواج عند الأبناء والبنات ، لئلا يصير حالهم مثل حال آبائهم .

ز - استهزاء بعض الآباء بالشباب المتدين ، رغبتهم في شخص يباهون به الناس ، بغض النظر عن الاعتبارات الأخلاقية ، والشرعية ، والتكافؤ النفسي والفكري .

ح - بعض أولياء الأمور يجعلون زواج البنت عملية تجارية .

ط - رغبة بعض الآباء غير المحتاجين الذين يؤخرون زواج البنت التي تعمل حتى يحصلوا على راتبها آخر الشهر ، والبعض الآخر يشترط جزءاً من الراتب بعد الزواج ، والبعض الثالث يطمع في مال موليته إن كان لها مال ، ويظل يؤخر زواجها ، ويعضلها ؛ ليحصل على أموالها ، ضارباً بمشاعرها ، وغريزة الأمومة لديها عرض الحائط .


هذه العوامل وغيرها كثير أدت إلى ازدياد نسبة العنوسة ، وصعبت أمور الزواج ، وكان يجب على الآباء وأولياء الأمور أن يقدروا مصلحة أبنائهم ، ولا يعسروا ما يسره الله عز وجل .
فإذا أضفنا إلى هذا أن الله شاء ازدياد نسبة الإناث عموماً عن نسبة الذكور ولله الحكمة في ذلك ، وهذا ما نلحظه في البلدان المتقدمة أكثر من في البلدان النامية ، وقد يكون ذلك لحكمة ربانية ، ربما لتخفيف الطبيعة من غليان الذكور ، وتوتر العالم عسكرياً وسياسياً .. ومن هذه الأسباب أيضاً الانتشار الكبير لبدائل غير مشروعة ، مثل الزواج العرفي ، والزنا ، والإباحة ، وزيادة إقبال الشباب على الإنترنت ، وهي طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها كثير من الشباب ؛ للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر ، في ظل المناخ الاجتماعي والاقتصادي السيء الذي يعيشه الشباب .


إذاً عرفنا هذا أدركنا كم هو ملح وضروري أن يتعاون الجميع على تيسير الزواج ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .

إننا نرى من هذا العرض أن أسباب العنوسة كثيرة ، لكنها وهذا ما يطمئننا أسباب تعود إلى عوامل واضحة ويسهل التغلب عليها ، ولعل مفتاح الحل يكمن في العودة إلى منهاج السلف الصالح في الزواج بكل معالمه ، وهذا المنهاج سيقضي على كل هذه الأسباب ، ويجعله أمراً ميسوراً ، ويعود بالأمة إلى الحياة البسيطة البعيدة عن النفاق ، والمباهاة ، وتعسير ما جعله الله يسيراً ، وهذا ما يدعون إلى تأمل منهج السلف الصالح في هذا الشأن ؛ فهو منهج تيسير وتبسيط للأمور ، وهو منهج يقوم على مرتكزات عقلانية تقود بإذن الله إلى أسرة سعيدة تعرف حقوقها وواجباتها وتربي أبناءها التربية الشرعية الصحيحة .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً