عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-2006, 12:12 PM
  #12
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read " إختيـــــار الأصدقـــاء "

من أهم الأمور في الحياة لاستقامة الإنسان ، ومساعدته على السلوك الخير إختيار الصديق الصالح والابتعاد عن جلساء السوء ولأهمية هذا الاختيار وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم – الجليس الصالح والجليس غير الصالح بقوله في الحديث الوارد عنه : "الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يهديك وإما أن تجد منه رائحة طيبة ، والجليس الخبيث كنافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة خبيثة ، وهو لا شك وصف رائع حقا ينطبق على كل من الجليسين انطباقا تاما. ولو بحثنا عن وصف أروع من هذا الوصف لما وجدناه في غيره ، ولنتأمل هذا الوصف مرة أخرى ، ولنرى صورة رائعة لشخص يحمل مسكاً تنوع منه رائحة زكية تشرح النفس وتريح القلب ، ثم وهو يعطي لجليسه من هذا الطيب المنعش ليطيب به جسمه وثيابه كي تكون رائحته جميلة لدى الآخرين .
وصورة أخرى قبيحة لشخص لا يستفيد منه جليسه سوى الشرر الذي يتطاير من الكير فيتسبب في إحراق ثيابه ، أو تلك الرائحة الخبيثة رائحة الحديد والدخان والرماد المتصاعد بسبب هواء الكبير ، إنها صورة توضح مدى فائدة الجليس الصالح ، وضرر الجليس غير الصالح ، وهو توجيه نبوي حكيم في الاهتمام باختيار الأصدقاء ، وتجارب الحياة تؤكد حكمة هذا التوجيه النبوي ، فأولئك الذين احسنوا ويحسنون اختيار الأصدقاء نجدهم استطاعوا بمساعدة ومشاورة وتوجيه أصدقائهم إن يكسبوا ثقة الآخرين عن طريق سلوكهم واستقامة أعمالهم ، ويكونون أعضاء صالحين في مجتمعاتهم ، يوجهون إلى الخير ، ويعملون على إصلاح الأخطاء اياً كانت ، ويتعاملون مع الله في الجهر كما يتعاملون معه في السر ويحاولون بكل ما لديهم من طاقة أن يكون المجتمع البشري سائراً على منهج الله الذي هو طريق السلامة من كل المهالك ، أما أولئك الذين أساؤا اختيار أصدقائهم فتجدهم دائما من رواد السجون نتيجة انحراف سلوكهم بسبب تأثير أصدقاء السوء عليهم ، وتجدهم ثانياً ينظر إليهم باشمئزاز وعدم احترام وتراهم أنفسهم يحسون بهذا الاشمئزاز والاحتقار ، فيحدث ذلك ردود فعل سيئة ، تجعلهم ينغلقون على أنفسهم في ذلة تامة ، و ينفرون نتيجة إحساسهم هذا حتى من اقرب أقربائهم ، وهذا بدوره بسبب لهم عقداً نفسية قد تكون لها آثاراً خطيرة عليهم وعلى المجتمع الذين يعيشون فيه ، والسبب في ذلك مجالسة السيئين ومصادقتهم ، وكم هي كبيرة المصائب التي حلت بكثير من الناس بسبب أصدقاء السوء ، والخطأ ليس هو في أن ينحرف سلوك الإنسان فترة من الزمن ولكن الخطأ كل الخطأ الاستمرار في هذا الانحراف وعدم العودة إلى الله إلى وقت لا ينفع فيه التراجع .
وهنا أجد مناسبة لأورد قصة قصيرة لشاب جنى جلسائه ، ولكنه عاد الله بعد متاعب كثيرة حصلت له ، ملخص هذه القصة : أن شاباً تربطني به صلة قرابة التف حوله وهو لما يزل يافعاً مجموعة من جلساء السوء فانحرفوا به عن طريق أسرته المتدينة جداً ، وانطلق معهم في أجواء التيه والضياع حتى لا يكاد يمر شهر إلا وهو خارج من سجن أو داخل فيه ، وهكذا مرت عليه سنوات من عمره عاشها في تعاسة نتيجة انحرافه وسوء سلوكه بسبب جلساء السوء ، وبعد أن تجرع مرارة الذل والهوان وفات عليه الكثير من الوقت الذي خسره من عمره ، جائته نفحة إلآهية جعلته يحاسب نفسه عن هذا العبث الذي تورط فيه بسبب أصدقاء السوء ، وكان أول عمل قام به مقاطعة أولئك الأصدقاء ، فاستقام أمره وتحسنت حاله ، وتغير سلوكه ، وأصبح من أحسن الشباب صلاحاً وتقوى بعد أن كان لا يترك معصية إلا مارسها ومن هنا ندرك تماما خطر أصدقاء السوء على حياة الإنسان وسلوكه ، وما على الإنسان بعد ذلك إلا يختار لنفسه الأصدقاء الصالحين الذين يعينونه على الخير وينأون به عن دروب المهالك وطرق الضلال .



وقد قال محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي :-
إصحب خيار الناسِ أينَ لقيتهم 00000 خير الصَّحَابَةِ من يكُونُ ظَرِيفَا
ولنـاسُ مِثْـلُ دراهـمٍ مَيَّزْتَهَا 00000 فوجـدتَّ فيهـا فِضَّة وَزُيُوفَا
( 1 )



فينبغي على العاقل أن يصاحب الناس وفضلائهم وخاصة من كان خفيف الظل ليس بالكلِّ الممل ، فهذا هو الصاحب على كل حال ، في كل مكان وميقات ، فالناس في معادنهم كالدراهم عند نقاءها ، فمنها الزيوف ، ومنها اللامع البارع الأجل ، وكل يستبين بالامتحان ويبين …. !!

(1) زيوف جمع زيف ، وهو الزائف المغشوش
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً