يحكى أن أسداً شرساً عاش في إحدى الغابات ولكنه عاث فيها فساداً ففرت جميع الحيوانات منها وبقي لوحده .. فانتقل لغابة أخرى ففرت جميع الحيوانات منها بعد أن عاث فيها فساداً .
وهكذا عاش مابين الغابات متنقلاً والحيوانات تهرب وتتركه لوحده خوفاً من بطشه.
وفي يوم من الأيام بعد أن مل من الوحدة جلس يفكر في حاله وفيما جناه على نفسه فقرر أن لا يعود للإفساد وأن يعيش مسالما مع باقي الحيوانات كي تقبله , واتجه لغابة جديدة بعد أن عقد العزم على المسالمه ومصادقة الحيوانات وعندما وصل للغابة الجديدة , ولسوء حظه كانت سمعته قد سبقته إلى الغابة ففرت جميع حيوانات الغابة قبل أن يصل فاتجه لغابة أخرى ففرت جميع حيواناتها .
فعاد حزيناً لا يلوي على شيء وتذكر صديقه النسر الحكيم فاتجه إليه علّه يجد عنده حلاً لمأساته.
تقابل الصديقان بعد غياب طويل فسأله النسر عن حاله فأخبره الأسد بمأساته .
فقال النسر الحكيم : لا بأس عليك , ولكن هل أنت صادق في مسالمتك وتريد أن تحيا مع باقي الحيوانات مسالماً .
قال الأسد:نعم ولكن سمعتي القديمة تسبقني إلى كل مكان أذهب إليه .
قال النسر :الحل بسيط وهو أن تخفي شخصيتك الحقيقية وتلبس قناعاً لأحد الحيوانات المسالمة ... فكر الأسد ملياً ووافق على الفكرة وأخذ جلد حصان ولبسه ووضع قناعاً لوجه حصان ... فكان من يراه لا يشك أنه حصان .
اتجه الأسد الحصان إلى إحدى الغابات فرحبت به الحيوانات جميعاً صديقاً لها وعاش بينها .
ولكن كان هناك عدة ثعالب ماكرة في هذه الغابة أخذت تضايق الحصان الجديد فصبر فتمردت هذه الثعالب وأخذت تكيل الشتم والسب لهذا الحصان المسكين وتصفه بالضعف والذل فصبر على مضض ولكن الثعالب تمردت لما رأت سكوته فتطاولت عليه وهاجمته فهرب منها فلحقت به وأحاطت به , فساءلهم الله أن يدعوه ولكنهم ضحكوا به وأخذوا يضربونه وهو ساكن حتى قام أحد الثعالب فجرحه جرحاً عميقاً مزّق القناع والجلد المستعار....
وكانت قاصمة الظهور لهذه الثعالب أن خرج الأسد من بين أجزاء الجلد الممزق فعاث بهم فساداً .
ثم رحل عنهم وقد عاد لسابق عهده.