شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   مجلس الإسلام والحياة (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   دم غـــالــي (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=62759)

سعيد شايع 08-07-2010 09:59 AM

دم غـــالــي
 
هذه هي الوقفة الرابعة من موضوع
[ وقفات مهمة ]
وقفة رابعة بعنوان
[ دم غالي ]
نعم دم غالي ...
عظمته الشريعة
ورحمته وقدرته ورفعته
وجعلته ضمن الضرورات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع الإلهية
يقول عبدالله بن عمرـ رضي الله عنهما ـ ( شرع الجهاد لسفك دماء المشركين
وشرع الرباط لصون دماء المسلمين وصون دماء المسلمين أحب إلي من سفك دماء المشركين )
هذا هو منهج السلف ، فأين الخلف من هذا المنهج؟
وأين مفهوم الشباب اليوم للجهاد؟
وأين مفهومهم لصيانة أعراض إخوانهم المسلمين ودمائهم؟
إن ضياع مثل هذه المفاهيم وعدم فقهها ومعرفتها تجعل الشباب يفعلون الأفاعيل بالمسلمين لا
بالمشركين ، وأصحاب الفكر المنحرف والضال أكبر دليل على هذا ، فليس كل القتال جهاداً
وليس كل الجهاد معصوماً ، بل ليس كل من مات مقتولاً كان شهيداً مقبولاً ، فدون كل ذلك تصحيح
النوايا ، وتصويب الأعمال ولهذا فإن التغرير بالنفس لدفعها لميدان الشهادة لا ينبغي أن يتحول بهذه
النفس من مقام المقاتل في سبيل الله ، إلى مقام القاتل لعباد الله ، ولا ينبغي أيضاً أن يتحول عن جبر
كسور الأمة ، إلى كسر قلبها وإدخال الحزن عليها ، ولا ينبغي كذلك أن يصير فرحاً وشماتة عند
الأعداء بدلاً من كونه نكاية بهم وإضعافاً لصفهم ، فكم سمعنا عن أعمال فرح بها الأعداء المحاربون
وشَرِقَ بها المسلمون المشفِقون ، إنك لترى التساهل المخيف في الدماء ، تراه أمرا مستهجنا وبخاصة
دماء المسلمين لأن شأن سفك الدم بغير حق لا قيمة له عند الذين ما عرفوا من الدين إلا اسمه فقط
نسوا أو تناسوا ما جاءت شريعتنا وكل الشرائع قبلها باستنكاره وتجريمه ، وهل هناك أعظم من
قول الله تعالى المسطور في الكتب السابقة ، والمنقول إلى الكتاب الخاتم
{ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }
ووصية الله تعالى في قوله
{ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
ولذلك جاء حرص الشريعة على التحرز في أمر الدماء ، حتى قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن أكبَّهم الله في النار "
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في روايات هذا الحديث ( يشد بعضه بعضا ) ، ولنلحظ هنا التعبير بـ ( مسلم )
أي: مسلم واحد ، فما بالك إن كان عشرة أو عشرين أو مائة؟
لقد بلغ شأن التحرز من الدماء المعصومة أن قال الله
{ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوَهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ
فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }
أي: ولولا أنَّ بين المشركين في مكة قبل الفتح من يكتم إيمانه ويخفيه ، لسلط الله المسلمين عليهم
فلقتلوا المشركين وأبادوا خضراءهم ، ولكن بين ظهورهم من المؤمنين أقوام لا تعرفونهم حالة القتال
ولهذا أخر الله عقوبة المشركين حتى يخلِّص من بين أظهرهم المؤمنين ، فهذا إن وطئوهم وتسببوا في
قتلهم بغير علم ، حيث لم يعلموهم ، فكيف إذا كانوا يعلمون ..؟!
وكيف إن كانوا يتقصدون؟!
إن المعرَّة أي: الإثم والغم والغرم والشدة لا بد أن تلحق بالمسلمين بسبب هذا القتل
ولذا قال ابن عاشور ـ رحمه الله ـ ( فتصيبكم منهم معرة: أي ما تكرهونه من ضر أو غرم أو سوء قالة
ومن إثم يلحق القائلين إذا لم يتثبتوا فيمن يقتلونه ، ومن قالة يقولها المشركون ويشيعونها في القبائل
أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه لم ينجُ أهل دينهم من ضرهم
ليكرِّهوا الناس في الإسلام وأهله ) و ـ المعرة ـ لا بد أن تصيب المؤمنين ، عندما يرون قتيلاً لا يدري
فيمَ قُتل ، أو قاتلاً لا يدري فيمَ قَتَل ، لكن ليس هذا مسوغا للوقوع في القتل بغير حق
لذا اشتد وعيد الكتاب الحميد على ذنب الوقوع في الدماء ، حتى إنه لم يأت وعيد في القرآن
بعد الشرك أعظم من الوعيد بقتل المؤمن
{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }
ومن أجل هذا الوعيد الشديد ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً " رواه البخاري
فالتحرز الشديد في أمر الدماء وتحاشي إزهاق الأرواح بغير حق
أهم وأخطر وأوجب من وضع الخطط وحشد الجنود ، لأنه مسألة جنة أو نارُ
و " لَزوالُ الدنيا جميعاً أهونُ على الله من دم يُسفَكُ بغير حق "
هذه قيمة المسلم وموقعه في الحياة ، وقد تبرأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أفعال من لا يتحرز
في الدماء ولا يتحاشى في شأن الأرواح بين ظهراني المسلمين فقال
" ومن خرج على أمتي يضرب بَرَّها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده
فليس مني ولست منه " رواه مسلم
إن سفك الدماء لا يأتي هكذا مباشرة ، ولكن يسبقه تسرع في وضع الأحكام على من يريدون سفك
دمه ، فمن تكفير أو تبديع أو تحليل أو تحريم ، فما تسرع متسرع في الدماء إلا بعد التسرع في
الأحكام ، والأحكام في المسائل الكبرى من الشريعة والعقيدة ، لها أهلها ومتخصصوها الراسخون
في العلم ، ولا ينبغي تجاوزهم أو الافتئات عليهم ، وبخاصة ممن يستمطرون أسباب النصر ويبحثون
عن أسباب التوفيق ، فلا ينبغي الخلط بين فعل المجاهدين للدين والمجتهدين في الدين ، فالاجتهاد
شأن آخر غير الجهاد ، فهذا ميدان وذاك ميدان ، ولهذا رجاله ولذلك رجاله
{ وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
فضعف التأصيل الشرعي والتسرع في تنفيذ الخطط قبل أخذ حقها وحظها الوافي من الدراسة
الميدانية والتقنية والشرعية ، هما من مظنة الوقوع في إراقة الدم الحرام ، وقد لوحظ في كثير
من الشباب المبادرة إلى استهداف أماكن غير مشروعة من الأماكن التي لا يُؤمَن أبداً خلوُّها من
أصحاب الدماء المعصومة ، وهؤلاء لا يحل قصدهم بحالٍ مسلمين أو غير مسلمين ما داموا غير محاربين
ولا يمكن الاحتجاج بأن الأعداء يتترسون بالمسلم منهم ، فهذا ما لم يحدث أبداً في كل ما جرى تنفيذه
في بلدان متفرقة من العالم ، وحتى صاحب النفس المعصومة لو تترس به الأعداء
فإن جمهور الفقهاء على أنه لا يُقتل إلا بشروط مغلَّظة ، تُراجَع في مظانِّها ، ولهذا فإن المسلمين
الصادقين وغُرتهم من المجاهدين ينبغي أن يكونوا على ذكر دائم بأن التهاون في الدماء أمر عظيم
وخطر جسيم ، وما يقال عن الدماء المعصومة للمسلمين يقال عنها في غير المسلمين
وهم من قال الله فيهم
{ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ }
تأمل أخي في ما يقوله المناوي ـ رحمة الله ـ يقول:
( صون دماء المسلمين يفضل على الجهاد )
بل هو من الجهاد ، الله أكبر! ما أعظم الفقه عند سلف الأمة، والله أكبر! ما أعظم حرمة دم المسلم
المؤمن بالله وبرسوله , إن له حرمة في كل شي ، وفي كل أمر يتعلق به بهذا المسلم
إن هذا الدين قد حمى جانب المسلم حماية عظيمة , ليس في دمه فحسب , بل في دمه وماله وعرضه
بل حتى فيما هو أقل من ذلك , أليس قد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" لا يتناجى اثنان دون الثالث "
لماذا يا رسول الله؟
قال:" فإن ذلك يحزنه "
الله أكبر! بمجرد إدخال الحزن على المسلم جاء النهي لئلا يكون على هذا المسلم شيء
يزعجه ...
أو يضره ...
أو يؤذيه ...
أو يسبب له
الهم .. والغم .. والحزن
فكيف بإزهاق نفسه؟
إن ذلك من أعظم الجرم , لأن دمه غالي ، طاف ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ بالكعبة ثم وقف يخاطبها
قائلاً: " إني لأعلم عظمتك وحرمتك عند الله ، وإن حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمتك "
جاء في صحيح مسلم أن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ أهوى بسيفه على رجل من المشركين فقال
المشرك لا إله إلا الله ، قال أسامة: فقتلته بعدها ثم أخبرت بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال
" أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله "؟
قال أسامة: ما قالها إلا خوفاً
قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" أفلا شققت عن قلبه فعرفت ما فيه "
فيا أخي الحبيب: اتق الله وعظم حرمة العبد المؤمن بالله وبرسوله
ولا تؤذيه بغير حق فتحتمل بهتاناً وإثماً مبيناً
لا تسبه فإن سبابه فسق ، وقتاله كفر
لا يشر أحدكم على أخيه بحديده ولو على سبيل المداعبة ، فتلعنه الملائكة
وتذكر يا ـ أخي ـ حرمة أخيك المسلم في كل شيء ، حرمته
" في دمه وفي ماله وفي عرضه"
وفي كل ما يتصل به فإنها كلها حرام حرام.

مقبل السحيمي 10-07-2010 12:06 PM

رد : دم غـــالــي
 
كلام سليم لأنه مؤصل ومبني على نصوص صحيحة وأقوال العلماء الموثوقين
أخي الحبيب الشيخ سعيد بن شايع مفهوم الجهاد وحقيقته غائبة عن أذهان الكثير من الشباب
هداهم الله لأنهم سلموا عقولهم لأولئك التكفيريين والثائرين على دولهم وحكامهم
شبابنا طيب وملك شجاعة يندر أن توجد في غيرهم ولديهم غيرة على اعراض المسلمين وحرماتهم
ولديهم نخوة واندفاع لنصرة الحق والمظلومين
لكن مع الأسف جيرت تلك الصفات الكريمة والرائعة في غير مكانها
وقد أكد عدد من العلماء والمتخصصين أن المعنى الشمولي لمفهوم الجهاد غاب عن بعض الشباب الذين لم يكملوا أنفسهم بالعلم والبصيرة في أحكام الجهاد، ويريدون أن يكون لهم دور في الجهاد، ولذا حصل بسبب تصرفاتهم تلك فساد كبير، وترتب على مشاركتهم مفاسد عظيمة، وموبقات ربما تكون سبباً في حبوط عملهم هذا على افتراض حسن النية فيهم. وأشاروا إلى خطر مشاركة الشباب في مثل هذه الفتن، ومدى انحرافهم عن الحق، ومعاني الجهاد الحقة، وضوابطه الشرعية التي لم تتحقق فيهم، فالجهاد مفهوم شامل ينتظم بذل الجهد في إصلاح النفس أولاً وإقامتها على شرع الله، والتزامها بحكم الله، وهذا هو أصل معنى الجهاد، وبقية أنواع الجهاد مفرعة على هذا.

و العواطف والمشاعر والأحاسيس لايمكن أن تحل هذه القضايا الكبيرة والمعقدة بل يجب الرجوع إلى التأصيل الشرعي
وإلى العلماء والمفتين التاصحين الواعين ........

يقول الدكتور سليمان ابا الخيل وفقه الله من جملة ماقال :

وإذا علمنا موقف السلف من الفتن والخروج عن الأئمة، والمشاركات التي يدعون إليها في الفتن التي حصلت في زمنهم فإننا ندرك بذلك انحراف الشباب عن هذا المنهج السوي وتجعلهم في مشاركات لا تنضبط بضوابط الجهاد، ولا تحقق شيئاً من أهدافه، بل يصدق عليها ما ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عُمِّيّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه). قال النووي - رحمه الله - قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن قاتل تحت راية عُمِّيّة) هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان، والميم مكسورة مشددة، والياء مشددة أيضاً، قالوا هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور).


وفقك الله شيخنا فموضوعك مهم جدا وأسأل الله ان ينفع به ويصلح به حال الشباب وكل من يحدث نفسه بالجهاد

رائد نملان الحبابي 11-07-2010 02:06 PM

رد : دم غـــالــي
 
جزاك الله خيروبارك الله فيك

أبا الذموم 18-07-2010 08:08 AM

رد : دم غـــالــي
 
جزاك الله خير

الله يعطيك العافيه

والله لا يهينك على جهدك

تقبل فائق احترامي

ابونواف ابن جريب 03-08-2010 03:32 PM

رد : دم غـــالــي
 
لاهنت بوركت جهودك

بندر المشعلي 11-08-2010 06:02 AM

رد : دم غـــالــي
 
الله يعطيك العافيه

والله لا يهينك


تحيتي

الحوير 11-08-2010 10:28 PM

رد : دم غـــالــي
 
جزاك الله خير وجعلها بموازين حسناتك

يعطيك العافية

ودي

بن دشن العايذي 11-08-2010 10:48 PM

رد : دم غـــالــي
 
وفقك الله لخيري الدارين

سعيد شايع 26-09-2010 05:57 AM

رد : دم غـــالــي
 
أشكر الجميع على المرور والإضافة والتعليق

ابن قريش ال سالم الفهر 26-09-2010 02:49 PM

رد : دم غـــالــي
 
جزاك الله الف خير


الساعة الآن 02:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com