شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان - وقــــفـــــات ... تــــربــــويــــة ( 2 )

(6)
إن من يملك معلومة كمن يملك قطعة ذهبية
أما من يملك رؤية منهجية فهو كمن يملك مفتاح منجم للذهب!
وينبني على ذلك أن يبذل المربون مزيدا من الوقت والجهد لبناء المنهجيات الصحيحة في
البحث والنظر والحكم والتلقي لدى المتربين وبذلك يهدونهم مفاتيح لمناجم أغلى من الذهب!
(7)
إذا صان الأب صغيره عن نار الدنيا فصونه عن نار الآخرة أولى ، وذلك:
بتعليمه كريم الخلق ، ولا يعوده التنعم ، ويطعمه الحلال ، فآكل الخبيث قد يميل طبعه إلى ما
يناسب الخبائث ، وليستعن على تربيته بحيائه ، ولينشأ على حفظ القرآن وسير الصالحين
ليقتدي بهم ، ويبعده عن قرين السوء ، وعن الاطلاع على ما يضره فتنشأ بذرة الفساد
ولذا يقول الله { قوا أنفسكم وأهليكم نارا } [المنهاج النبوي]
(8)
دعا المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام ـ لأبي هريرة بالحفظ فكان حافظة الإسلام
وشجع خالداً على فروسيته فكان سيف الله
ووجه حسان إلى الشعر فكان شاعر الدعوة
وهكذا يكون دور المربي في توجيه من يربيه إلى ما يحب ويجيد ، لا إلى ما يحبه المربي ويجيده.
(9)
من واجبنا أن نرتب أوقاتنا بشكل جيد ، وأن نجعل من أولى أولوياتنا أوقاتنا نقضيها بفاعلية
مع أولادنا ، وتكون من ضمن التزاماتنا التي لا نخل بها كجلسة أسبوعية مشوقة ومرتبة ، تحوي
العديد من القصص الهادفة والمسابقات ، وأن نستثمر وقت الطعام في الاستماع إلى تجاربهم
وكيف قضوا يومهم ونلتقط من حديثهم خيوطا في توجيههم وإرشادهم وتشجيعهم فهل نفعل؟
كم تحتوي الأقلام الغربية وعميلتها الأيادي المنافقة بوضع قصص للأطفال ، تجدها:
بتشويق ...
حبكة فنية ....
إخراج متميز ....
طباعة فاخرة ...
ماذا بعد؟
انتشرت ....
ترجمت إلى عدة لغات ...
قرأها أطفالنا ....
تابعو سلاسلها بتلهف ....
مثلت في أفلام ومسرحيات ....
غرست قيم مجتمعهم ...
النتيجة: لقد خسرنا بعض ممتلكاتنا المعنوية في أبنائنا
ألا تستحق قصص الأطفال شيئا من العناية ، وسؤال المختصين
وألا تستهوينا الفكرة والإخراج قبل المضمون والهدف؟
(10)
البناء العقلي الرصين مع التغذية العاطفية المعتدلة من الأمور التي تؤدي إلى شخصية متوازنة نفسيا
فالمبالغة والحدة والتطرف في التفكير والتردد الشديد والإغراق العاطفي ، كلها أمور ينبغي أن
تكون تحت نظر المربي وعلاجه ، والشخص غير المستقر نفسيا ليس رجلا متخلفا ولا قاصرا
بل قد يكون ذكيا موهوبا ، ولكنه غير متوازن في سلوكه وتفكيره ، فالاتزان السلوكي والهدوء
العقلي هو من أكبر ثمرات ودلالات الاستقرار النفسي ، ولذا تجد الإسلام على تنمية الرقابة الداخلية
للمسلم على نفسه مع إبقاء رقابة المجتمع الخارجية عليه ، لأن تنمية الرقابة الخارجية من:
أب .. مدرسة .. مجتمع ... قنوات .. صحف ... مواقع ...
مع إهمال غرس الرقابة الذاتية تنمي في نفس الإنسان القلق النفسي
بل قد تصل به إلى الخداع والكذب والنفاق!!