شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   ملتقى الكتاب والمؤلفين (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=40)
-   -   .. رحلة حياة .. (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=60286)

فواز أبوخالد 28-03-2010 01:05 PM

.. رحلة حياة ..
 


.. رحلة حياة ..


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية وما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي حيث شركات النفط والفرصة أكبر , جمع

أوراقه وشهاداته وبعد يوم شاق صلى العصر في الجامع ثم ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته وأخذ يتفحص منازل الحي بنظرة توحي بأنها نظرة

الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل وأطال النظر فيه وكأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,





إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فابتلع تلك السيارة وصاحبها , إتشحت الدنيا بالسواد

فلم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها , ولاحت له من بعيد أخرى

فتردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل أن يصل

لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار السيارات

تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ثم تقترب فيأنس بها وينشرح لها صدره ,

ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بالكآبة , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , ولم يعد يرى أي أنوار,

لا سيارات ولا محطات وقود بل حتى القرى لم يعد لها أي أثر ,

وبدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في رحلته

واخذت الشكوك تساوره هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,





إجتمعت عليه ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , مصحوبة

بالبرد والجوع فتضاعفت معاناته , استمر في رحلته عله

يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ يحدث نفسه

لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى بل أين العاصمة هل تلاشت فجأة

كغيرها , يا الله العاصمة , إذا إختفت فأين يذهب المحتاج وبمن يلوذ الخائف ,

يفترض أني قد وصلت إليها , إستمر في سيره وأستمرت همومه معه

وهو يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق النجاة , جاهد نفسه

حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,





أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه فأخذته إغفائه وهو يقود سيارته ولم ينتبه

الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي على أثرها في مجرى

أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق الأبواب وقرر إنتظار الصباح

والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع

رأسه وإذا البحر أمامه , يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,

أغمض عينيه , هز رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل

مرآة سيارته , نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .





.......... فواز أبوخالد .


...............

منصور العبدالله 04-04-2010 08:34 AM

رد : .. رحلة حياة ..
 
للحجز فقط ( رائع اخوي فواز ابو خالد ...موضوع جميل وسأقوم لاحقا بالرد والمشاركة )

ابن عياف 04-04-2010 10:45 AM

رد : .. رحلة حياة ..
 
قصة رائعه لمن كانت تحدوه

آمال

كبيرة

في الحياة ( مستقبل ، مسكن ، زوجه )

تلاشى بعضها

أو لم يتحقق

ولم ينتبه إلا والشيب يكسو رأسه

مردداً

بلسانه

(( يازمن مسرعك علينا ))

مشاري بن نملان الحبابي 04-04-2010 11:56 AM

رد : .. رحلة حياة ..
 
قصة أكثر من رائعة ..

أشكرك جزيل الشكر ..

فواز أبوخالد 05-04-2010 02:09 PM

رد : .. رحلة حياة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور العبدالله (المشاركة 676485)
للحجز فقط ( رائع اخوي فواز ابو خالد ...موضوع جميل وسأقوم لاحقا بالرد والمشاركة )



جزاك الله خير وبارك الله فيك

أخي منصور العبدالله

وأنا بإنتظار مشاركتك


تحيااااااااااااتي لك .


.........

@ابوريان@ 06-04-2010 10:42 PM

رد : .. رحلة حياة ..
 
فواز أبو خالد

تحياتي لك

فواز أبوخالد 07-04-2010 07:03 PM

رد : .. رحلة حياة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عياف (المشاركة 676498)
قصة رائعه لمن كانت تحدوه

آمال

كبيرة

في الحياة ( مستقبل ، مسكن ، زوجه )

تلاشى بعضها

أو لم يتحقق

ولم ينتبه إلا والشيب يكسو رأسه

مردداً

بلسانه

(( يازمن مسرعك علينا ))




أشكرك يابن عياف على

قرائتك المميزة للنص

تحيااااااااتي لك .

فواز أبوخالد 13-04-2010 01:35 AM

رد : .. رحلة حياة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشاري بن نملان الحبابي (المشاركة 676516)
قصة أكثر من رائعة ..

أشكرك جزيل الشكر ..



بارك الله فيك أخي مشاري

على المشاركة والتشجيع ..


تحيااااااااااتي لك .



...........

فواز أبوخالد 22-04-2010 01:05 AM

رد : .. رحلة حياة ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة @ابوريان@ (المشاركة 677111)
فواز أبو خالد

تحياتي لك




الله لايهينك أخي أبو ريان

على مشاركتك .





.........

فواز أبوخالد 07-05-2010 06:21 PM

رد : .. رحلة حياة ..
 
.. رحلة حياة .. ( مع بعض التعديل )


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية , ما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي قاطعا ألف ميل أو تزيد , حيث شركات

النفط والفرصة أكبر , جمع أوراقه وشهاداته , يوم الوداع ,

خيم الحزن على العائلة , بعد يوم شاق صلى

العصر في الجامع , ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته , أخذ جولة في الحارة , تفحص منازل الحي بنظرة توحي أنها

نظرة الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل , أطال النظر فيه كأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,



إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة , وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فأجتاحه الظلام وسيارته , إتشحت الدنيا بالسواد , تلاشت

ملامح الصحراء , جبالها , أوديتها , كثبانها الرملية , بدت كأنها سراب ثم

أختفت , لم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , تزداد توهجا مع

الوقت , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , بأنوارها الساطعة , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها ,

ولاحت له من بعيد أخرى , تردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل

أن يصل لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار

السيارات تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ,ثم تقترب فيأنس بها وينشرح

لها صدره , حتى يؤذيه نورها , ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بإنقباض في صدره

لايعلم سببه , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , لا سيارات , لا محطات وقود , بل حتى القرى لم يعد لها

أثر ,بدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في سيره ,

واخذت الشكوك تساوره , هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,



تكالبت عليه , ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , يرافقها

البرد والجوع , يؤججها إحتمال الضياع , فتضاعفت معاناته , استمر في

رحلته عله يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ

يحدث نفسه , لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى , بل أين العاصمة ,

يفترض أني وصلت اليها , هل إختفت فجأة , كغيرها , يا الله العاصمة , في

محنتي هذه إذا خاب ظني بها , فأين أذهب وبمن ألوذ , إستمر في سيره

وأستمرت همومه معه , و لا زال يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق

النجاة , جاهد نفسه حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,



أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه , فأخذته إغفائه , وهو يقود

سيارته , لم ينتبه الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي

على أثرها في مجرى أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق

الأبواب وقرر إنتظار الصباح والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه

إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع رأسه وإذا البحر أمامه ,

يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,أغمض عينيه , هز

رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل مرآة سيارته ,

نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .


............


الساعة الآن 02:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com