![]() |
الــحــكــم الـــوحـــيد ...
جاء في كتاب ( تفسير آيات الأحكام ) وهو من الكتب المقررة في المعاهد العلمية ، ومن المصادر المطلوبة في تدبر آيات الأحكام ومعرفة أسرارها ومراميها ، الحكم الشرعي الوحيد في سورة الكهف قول الله ـ عز وجل ـ { ولا تقولن إني فاعل ذلك غذا إلا أن يشاء الله } أخي الحبيب: ألم تعلم أن غدا في غيب الله ـ سبحانه ـ كيف تقول: { إني فاعل ذلك غدا } والله ـ عز وجل ـ يقول: { ولا تقولن لشيء } عزمت على فعله غدا { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } فأنت لا تدري غدا ماذا تكسب من خير أو شر ، أو نفع أو ضر ، أو يسر أو عسر أو صحة أو مرض ، أو طاعة أو معصية ، أخي المسلم : تأمل في قوله { ماذا تكسب } تجد أن القضية ربح أو خسارة ، وهذا الكسب هو كل ما تصيبه النفس في غدها { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } لذا يقول الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا } لأنه غيب مغلق والنفس الإنسانية لا بد أن تقف أمام الغيب ، لأنها لا تعلم الغيب { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } وهذا نص قاطع لا تبقي بعده دعوى لأي أحد سوى الله ، ولا يبقى معه مجال للوهم والخرافة والدجل ، كل ذلك ليبقى الناس على علم محدود ، وعجز واضح ، وصمود إلى الواحد الأحد الفرد الصمد فيسقط عنهم الغرور بما عندهم من قوة وعلم ومعرفة للغيبيات ، ومهما فعل الناس واخترعوا وصنعوا وأبدعوا ، فما أوتوا { من العلم إلا قليلاً } فغدا وراءه ما لا يعلمه إلا الله ، فإذا أردت أن تفعل أو تقول فلا بد أن يكون ذلك مقروناً بمشيئة الله ـ عز وجل ـ وهنا تستفيد فائدتين: الأولى: أن الله ييسر الأمر لك لأنك فوضت الأمر إليه عز وجل { وأفوض أمري إلى الله } الثانية: إن لم تفعل ما أردت وعزمت على فعله لم تحنث . إذا لا تقل لشيء إني فاعل ذلك غدا يعني مستقبلا ، إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله فالله عز وجل يقول{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } لكن ليس معنى هذا أن يقعد الإنسان لا يفكر في أمر المستقبل ، ولا يتخذ له الأسباب بل عليه أن يعيش حياة الإعداد والتخطيط يوماً بيوم ، ولحظة بلحظة ، ويصل ماضي حياته بحاضره ومستقبله ، فيحسب حساباته يحسب حساب عمره ووقته ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، ويحسب حساب الموت والقبر والصراط والوقوف بين يدي الله والجنة والنار ، وينطلق في ذلك كله من قوله تعالى { ولتنظر نفس ما قدمت لغد } فيفتح أمامه صفحة أعماله ، بل صفحة حياته ، ويمد بصره ويتأمل وينظر في تلك السنين التي عاشها ومضت من عمره ، فينظر في رصيده من الصالحات والسيئات ، وليتق الله في هذه الليالي والأيام التي عاشها ، وهذا النظر المقرون بتلك التقوى تجعل العبد يعمل عملا لغد ، وذلك في حساب يحسبه وعزم وحزم واستعانة وإتقان وإحسان ، فإن وفقه الله إلى ما يريد وإلى ما عزم عليه ثم جرت مشيئة الله وإرادة بغير ما يريده ويتوقعه ، فلا يحزن ولا ييأس ولا يجزع ، وليقل نعم ما أصابني لم يكن ليخطئني ، وما أخطأني لم يكن ليصبني ، فالأمر كله من قبل ومن بعد لله ، وليقل: الحمد لله على كل حال ، قدر الله وما شاء فعل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون أخي المسلم: نحن مطالبون بالعمل الجاد والتفكير المثمر والصبر والمصابرة ، وكل ذلك لا يكون إلا ببذل الأسباب المعينة ، والدعاء والإستعانة بالله ، واستخدام الوسائل المتاحة فلا داعي ـ أخي الحبيب ـ للكسل والتراخي والضعف والعجز والفتور والإتكال على الآخرين بل انطلاقة بقوة وثقة وطمأنينة وعزيمة وثبات عملا بقوله تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة } وبقوله سبحانه { خذها بقوة } وهذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم الذي يريد أن يتميز بين الناس ، والتميز لا يأتي إلا بعمل ، قال الله { وقل اعملوا } وقال عز وجل {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا } انتشارا بعمل يعود عليه بالفائدة الدنيوية والأخروية ويحاول أن يحسن الواحد منا نيته ليبقى متصلاً في كل أحواله بالله ، قوياً به معتمداً عليه ، مستعيناً به ، سائلاً الله التوفيق والسداد والهداية . |
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
طرح جميل ومميز استفدت منه كثيرا الله يحفظك
ويرعاك |
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
وفقك الله
|
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
أشكركما على المرور ........ ووفق الله الجميع.......... آمين |
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
لاهنت
يعطيك العافيه مشكووووووووووور تحياتي |
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
أخي سعيد شايع لاهنت يالغالي لا عدمناك دمـــــت بـــود وصحــــه وإحتــــرام |
رد : الــحــكــم الـــوحـــيد ...
ولا هان مار وكاتب |
الساعة الآن 05:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com