شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   المجلس الـــــعــــــــام (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   اسباب قطيعة الرحم وعلاجها (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=52871)

حد العود 25-06-2009 08:17 AM

اسباب قطيعة الرحم وعلاجها
 
أسباب قطيعة الرحم
إذا نظرت إلى قطيعة الرحم ، وجدت أنها تحدث لأسباب عديدة تحمل على القطيعة ؛ منها :

1- الجهل فالجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها ، ويقود إليها ، كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة يقصر عنها ، ولا يبعث إليها .

2- ضعف التقوى فإذا ضعفت التقوى ، ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ، ولم يطمع بأجر الصلة ، ولم يخش عاقبة القطيعة .

3- الكبر فبعض الناس إذا نال منصبا رفيعا ، أو حاز مكانة عالية ، أو كان تاجرا كبيرا- تكبر على أقاربه ، وأنف من زيارتهم والتودد إليهم ؛ بحيث يرى أنه صاحب الحق ، وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه .

4- الانقطاع الطويل فهناك من ينقطع عن أقاربه فترة طويلة ، فيصيبه من جراء ذلك وحشة منهم ، فيبدأ بالتسويف بالزيارة ، فيتمادى به الأمر إلى أن ينقطع عنهم بالكلية ، فيعتاد القطيعة ، ويألف البعد .

5- العتاب الشديد : فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع- أمطر عليه وابلا من اللوم ، والعتاب ، والتقريع على تقصيره في حقه ، وإبطائه في المجيء إليه . ومن هنا تحصل النفرة من ذلك الشخص ، والهيبة من المجيء إليه ؛ خوفا من لومه ، وتقريعه ، وشدة عتابه .

6- التكلف الزائد فهناك من إذا زاره أحد من أقاربه تكلف لهم اكثر من اللازم ، وخسر الأموال الطائلة ، وأجهد نفسه في إكرامهم ، وقد يكون قليل ذات اليد .

ومن هنا تجد أن أقاربه يقصرون عن المجيء إليه ؛ خوفا من إيقاعه في الحرج .

7- قلة الاهتمام بالزائرين فمن الناس من إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام ، ولم يصغ لحديثهم ، بل تجده معرضا مشيحا بوجهه عنهم إذا تحدثوا ، لا يفرح بمقدمهم ، ولا يشكرهم على مجيئهم ، ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل وبرود ؛ مما يقلل رغبتهم في زيارته .

8- الشح والبخل فمن الناس من إذا رزقه الله مالا أو جاها- تجده يتهرب من أقاربه ، لا كبرا عليهم ، وإنما خوفا من أن يفتح الباب عليه من أقاربه ، فيبدؤون بالاستدانة منه ، ويكثرون الطلبات عليه ، أو غير ذلك! .

وبدلا من أن يفتح الباب لهم ، ويستضيفهم ، ويوسع عليهم ويقوم على خدمتهم بما يستطيع ، أو يعتذر لهم عما لا يستطيع- إذا به يعرض عنهم ، ويصرمهم ، ويهجرهم ، حتى لا يرهقوه بكثرة مطالبهم- كما يزعم-!

وما فائدة المال أو الجاه إذا حرم منه الأقارب ؛ قال زهير بن أبي سلمى- وما أجمل ما قال- :

ومن يك ذا فضل فيبخل فضله

على قومه يستغن عنه وينمم

وما أجمل قول البارودي :

فلا تحسبن المال ينفع ربه

إذا هو لم تحمد قراه العشائر

ومما قيل في ذلك :

ومن ذا الذي نرجو الأباعد نفعه

إذا كان لم يصلح عليه الأقارب

9- تأخير قسمة الميراث فقد يكون بين الأقارب ميراث لم يقسم ؛ إما تكاسلا منهم ، أو لأن بعضهم عنده شيء من العناد ، أو نحو ذلك .

وكلما تأخر قسم الميراث ، وتقادم العهد عليه- شاعت العدواة والبغضاء بين الأقارب ؛ فهذا يريد حقه من الميراث ليتوسع به ، وهذا آخر يموت ويتعب من بعده في حصر الورثة ، وجمع الوكالات حتى يأخذوا نصيبهم من مورثهم ، وذاك يسيء الظن بهذا ، وهكذا تشتبك الأمور ، وتتأزم الأوضاع ، وتكثر المشكلات فتحل الفرقة ، وتسود القطيعة .

10- الشراكة بين الأقارب فكثيرا ما يشترك بعض الأخوة أو الأقارب في مشروع أو شركة ما- دون أن يتفقوا على أسس ثابتة ، ودون أن تقوم الشركة على الوضوح والصراحة ، بل تقوم على المجاملة ، وإحسان الظن .

فإذا ما زاد الإنتاج ، واتسعت دائرة العمل- دب الخلاف ، وساد البغي ، وحدث سوء الظن ، خصوصا إذا كانوا من قليلي التقوى والإيثار ، أو كان بعضهم مستبدا برأيه ، أو كان أحد الأطراف أكثر جدية من الآخر .

ومن هنا تسوء العلاقة ، وتحل الفرقة ، وربما وصلت الحال بهم إلى الخصومات في المحاكم ، فيصبحون بذلك سبة لغيرهم ، قال الله- تعالى- : وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ [ص :24] .

11- الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها ، فلا يجد هذا اللاهث وقتا يصل به قرابته ، ويتودد إليهم .

12- الطلاق بين الأقارب فقد يحدث طلاق بين الأقارب ، فتكثر المشكلات بين أهل الزوجين ، إما بسبب الأولاد ، أو بسبب بعض الأمور المتعلقة بالطلاق ، أو غير ذلك .

13- بعد المسافة والتكاسل عن الزيارة : فمن الناس من تنأى به الديار ، ويشط به المزار ، فيبتعد عن أهله وأقاربه ، فإذا ما أراد المجيء إليهم بعدت عليه الشقة ، فتثبط عن المجيء والزيارة . .

14- التقارب في المساكن بين الأقارب فربما أورث ذلك نفرة وقطيعة بين الأقارب ، وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال : " مروا ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا) 8 ، إحياء علوم الدين للغزالي 26 .

قال الغزالي معلقا على مقولة عمر : " وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم على الحقوق ، وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم

وقال أكثم بن صيفي : " تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة "

ثم إن القرب في المسافة قد يسبب بعض المشكلات ، التي تحدث بسبب ما يكون بين الأولاد من تنافس ، أو مشادة ، أو غير ذلك ، وقد ينتقل ذلك إلى الوالدين ، فيحاول كل من الوالدين أن يبرئ ساحة أولاده ، فتنشأ العدواة ، وتحل القطيعة .

15- قلة تحمل الأقارب والصبر عليهم فبعد الناس لا يتحمل أدنى شيء من أقاربه ، فبمجرد أي هفوة ، أو زلة ، أو عتاب من أحد من أقاربه يبادر إلى القطيعة والهجر .

16- نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات فقد يكون عند أحد أفراد الأسرة وليمة أو مناسبة ما ، فيقوم بدعوة أقاربه إما مشافهة ، أو عبر رقاع الدعوة ، أو عبر الهاتف ، وربما نسي واحدا من أقاربه ، وربما كان هذا المنسي ضعيف النفس ، أو ممن يغلب سوء الظن ، فيفسر هذا النسيان بأنه تجاهل له ، واحتقار لشخصه ، فيقوده ذلك الظن إلى الصرم والهجر .

17- الحسد فهناك من يرزقه الله علما ، أو جاها ، أو مالا ، أو محبة في قلوب الآخرين ، فتجده يخدم أقاربه ، ويفتح لهم صدره ، ومن هنا قد يحسده بعض أقاربه ، ويناصبه العداء ، ويثير البلبلة حوله ، ويشكك في إخلاصه .

18- كثرة المزاح فإن لكثرة المزاح آثارا سيئة ؛ فلربما خرجت كلمة جارحة من شخص لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلا من شخص شديد التأثر ، فأورثت لديه بغضا لهذا القائل . ويحصل هذا كثيرا بين الأقارب ؛ لكثرة اجتماعاتهم .

قال محمود الوراق :

تلقى الفتى يلقى أخاه وخدنه

في لحن منطقه بما لا يغفر

ويقول كنت ممازحا وملاعبا

هيهات نارك في الحشا تتسعر

ألهبتها وطفقت تضحك لاهيا

مما به وفؤاده يتفطر

أو ما علمت ومثل جهلك غالب

أن المزاح هو السباب الأكبر

قال ابن عبد البر- رحمه الله- : " وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح ؛ لما فيه من ذميم العاقبة ، ومن التوصل إلى الأعراض ، واستجلاب الضغائن ، وإفساد الإخاء " .

19- الوشاية والإصغاء إليها فمن الناس من دأبه وديدنه وهجيراه- عياذا بالله- إفساد ذات البين ، فتجده يسعى بين الأحبة لتفريق صفهم ، وتكدير صفوهم ، فكم تحاصت بسبب الوشاية من رحم ، وكم تقطعت من أواصر ، وكم تفرق من شمل .

وأعظم جرما من الوشاية : أن يصغي الإنسان إليها ، ويصيخ السمع لها . وما أجمل قول الأعشى :

ومن يطع الواشين لا يتركوا له

صديقا وإن كان الحبيب المقربا

20- سوء الخلق من بعض الزوجات فبعض الناس يبتلى بزوجة سيئة الخلق ، ضيقة العطن ، لا تحتمل أحدا من الناس ، ولا تريد أن يشاركها في زوجها أحد من أقاربه أو غيرهم ، فلا تزال به تنفره من أقاربه ، وتثنيه عن زيارتهم وصلتهم ، وتقعد في سبيله إذا أراد استضافتهم ، فإذا استضافهم أو زاروه لم تظهر الفرح والبشر بهم ، فهذا مما يسبب القطيعة بين الأقارب . وبعض الأزواج يسلم قياده لزوجته فإذا رضيت عن أقاربه وصلهم ، هان لم ترض قطعهم ، بل ربما أطاعها في عقوق والديه مع شدة حاجتهم إليه .

هذه بعض الأسباب الحاملة على الهجر وقطيعة الرحم .

علاج قطيعة الرحم
مر بنا القطيعة ، وأضرارها ، وذكر شيء من الأسباب التي تحمل عليها .

فإذا كان الأمر كذلك فما أجدر العاقل أن يحذر قطيعة الرحم ، وأن يتجنب الأسباب الداعية إليها ، وما أحرى به أن يصل الرحم ، وأن يبلها ببلالها ، وأن يعرف عظيم شأن الرحم ، ويتحرى أسباب وصلها ، ويرعى الآداب التي ينبغي مراعتها مع الأقارب .


فما صلة الرحم ؟ وبأي شيء تكون ؟ وما فضائلها ؟ وما السبل والأسباب المعينة عليها ؟

وما الآداب التي ينبغي مراعاتها مع الأقارب ؟

ما صلة الرحم؟

قال ابن منظور- رحمه الله- : " وصلت الشيء وصلا وصلة ، والوصل ضد الهجران " .

وقال : " ويقال : وصل فلان رحمه يصلها صلة وبينهما وصلة : أي اتصال وذريعة " .

وقال : " التواصل ضد التصارم " .

وقال : عن صلة الرحم : " قال ابن الأثير : وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار ، والعطف عليهم ، والرفق بهم ، والرعاية لأحوالهم ، وكذلك إن بعدوا وأساءوا ، وقطع الرحم ضد ذلك كله "


بأي شيء تكون صلة الرحم ؟

صلة الرحم تكون بأمور عديدة ؛ فتكون بزيارتهم ، وتفقد أحوالهم ، والسؤال عنهم ، والإهداء إليهم ، وإنزالهم منازلهم ، والتصدق على فقيرهم ، والتلطف مع غنيهم ، وتوقير كبيرهم ، ورحمة صغيرهم وضعفتهم ، وتعاهدهم بكثرة السؤال والزيارة- كما مر- إما أن يأتي الإنسان إليهم بنفسه ، أو يصلهم عبر الرسالة ، أو المكالمة الهاتفية .

وتكون باستضافتهم ، وحسن استقبالهم ، وإعزازهم ، وإعلاء شأنهم ، وصلة القاطع منهم .

وتكون- أيضا- بمشاركتهم في أفراحهم ، ومواساتهم في أفراحهم ، وتكون بالدعاء لهم ، وسلامة الصدر نحوهم ، وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم ، والحرص على تأصير العلاقة وتثبيت دعائمها معهم . وتكون بعيادة مرضاهم ، وإجابة دعوتهم .

وأعظم ما تكون به الصلة ، أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر . وهذه الصلة تستمر إذا كان الرحم صالحة مستقيمة أو مستورة .

أما إذا كانت الرحم سافرة أو فاسقة فتكون صلتهم بالعظة والتذكير ، وبذل الجهد في ذلك .

فإن أعيته الحيلة في هدايتهم- كأن يرى منهم إعراضا أو عنادا أو استكبارا ، أو أن يخاف على نفسه أن يتردى معهم ، ويهوي في حضيضهم- فلينأ عنهم ، وليهجرهم الهجر الجميل ، الذي لا أذى فيه بوجه من الوجوه ، وليكثر من الدعاء لهم بظهر الغيب ، لعل الله أن يهديهم ببركة دعائه .

ثم إن صادف منهم غرة ، أو سنحت له لدعوتهم أو تذكيرهم فرصة- فليقدم وليعد الكرة بعد الكرة .

ومما يحسن ذكره في دعوة الأقارب ، ونصحهم أن ينبه على مسألة مهمة في هذا الباب ، ألا وهي إحسان التعامل مع الأقارب ، والحرص على دعوتهم باللين ، والحكمة ، والموعظة الحسنة ، وألا يدخل معهم في جدال إلا في أضيق الحدود وبالتي هي أحسن ؛ لأنه يلحظ على كثير من الدعاة قلة تأثيرهم في أسرهم وقبائلهم .

وذلك يرجع إلى عدة أسباب ، ومنها أن الدعاة أنفسهم لا يولون هذا الجانب اهتمامهم ، ولو بحثوا في السبل المثلى التي تعين على ذلك لأفلحوا في دعوة أقاربهم ولأثروا فيهم أيما تأثير .

ولعل من أهم تلك السبل أن يتواضعوا لأقاربهم ، وأن يولوهم شيئا من الاهتمام ، والصلة ، والاعتبار ، ونحو ذلك مما يحببهم بالأقارب ، ويحبب الأقارب بهم .

كما أن على الأسرة أو القبيلة أن ترفع من شأن دعاتها ، وعلمائها ، وأن تجلهم ، وتصيخ السمع لهم ، وأن تحذر كل الحذر من تحقيرهم ، والحط من شأنهم .

فإذا سارت الأسر على هذا النحو كان حريا بهم أن يرتقوا في مدارج الكمال ، ومراتب الفضيلة .
فضائل صلة الرحم

أما فضائل صلة الرحم فحدث ولا حرج ؛ ففضائلها كثيرة ، وعوائدها جمة ، وهذه الفضائل تنتظم خيري الدنيا والآخرة ، ونصوص الكتاب والسنة في ذلك متظاهرة ، وكذلك أقوال العلماء والحكماء ، فمن تلك الفضائل ما يلي :

1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر : فعن أبى هريرة- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه

2- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق : فعن أنس بن مالك رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه ومما قاله العلماء في معنى زيادة العمر ، وبسط الرزق الواردين في الحديث ما يلي :

1- أن المقصود بالزيادة أن يبارك الله في عمر الإنسان الواصل ، ويهبه قوة في الجسم ، ورجاحة في العقل ، ومضاء في العزيمة ، فتكون حياته حافلة بجلائل الأعمال .

2- أن الزيادة على حقيقتها ؛ فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره ، ويوسع له في رزقه .

ولا غرو في ذلك ؛ فكما أن الصحة وطيب الهواء ، وطيب الغذاء ، واستعمال الأمور المقوية للأبدان والقلوب من أسباب طول العمر- فكذلك صلة الرحم جعلها الله سببا ربانيا ؛ فإن الأسباب التي تحصل بها المحبوبات الدنيوية قسمان : أمور محسوسة تدخل في إدراك الحواس ، ومدارك العقول . وأمور ربانية إلهية قدرها من هو على كل شيء قدير ، ومن جميع الأسباب وأمور العالم منقادة لمشيئته " .

وقد يشكل هذا الأمر على بعض الناس فيقول : إذا كانت الأرزاق مكتوبة ، والآجال مضروبة لا تزيد ولا تنقص ، كما في قوله- تعالى- : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف :34] . فكيف نوفق بين ذلك وبين الحديث السابق .

والجواب : أن القدر قدران :

أحدهما : مثبت ، أو مبرم ، أو مطلق ، وهو ما في أم الكتاب - اللوح المحفوظ- الإمام المبين- فهذا لا يتبدل ولا يتغير .

والثاني : القدر المعلق ، أو المقيد ، وهو ما في صحف الملائكة ، فهذا هو الذي يقع فيه المحو والإثبات .

قال شيخ الإسلام- ابن تيمية- رحمه الله تعالى- : " والأجل أجلان : مطلق يعلمه الله ، وأجل مقيد ، وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم : من سرة أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصل رحمه

فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا ، وقال : إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر " .

وقال في موطن آخر عندما سئل عن الرزق :

هل يزيد أو ينقص ؟

فأجاب :الرزق نوعان : أحدهما : ما علمه الله أن يرزقه ، فبهذا لا يتغير ، والثاني : ما كتبه ، وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب

ثم إن : " الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه ؛ فإن كان قد تقدم بأن يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب ، وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب ، وما قدره له بغير اكتساب- كموت مورثه- يأتيه بغير اكتساب " .

" فلا مخالفة في ذلك لسبق العلم ، بل فيه تقييد المسببات بأسبابها ، كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب ، وقدر الولد بالوطء ، وقدر حصول الزرع بالبذر ، فهل يقول عاقل بأن ربط المسببات بأسبابها يقتضي خلاف العلم السابق ، أو ينافيه بوجه من الوجوه " .

3- صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؛ قالت : بلى ، قال : فذلك لك

4- صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة : فعن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم

5- صلة الرحم طاعة لله عزوجل : فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل .

قال- تعالى- مثنيا على الواصلين : وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد :21]

6- وهي من محاسن الدين : فالإسلام دين الصلة ، ودين البر والرحمة ، فهو يأمر بالصلة ، وينهى عن القطيعة ، مما يجعل جماعة المسلمين مترابطة ، متآلفة ، متراحمة ، بخلاف الأنظمة الأرضية التي لا ترعى ذلك الحق ، ولا توليه اهتمامها .

7- وهى مما اتفقت عليه الشرائع : فالشرائع السماوية كلها أمرت بالصلة ، وحذرت من ضدها ، وهذا يدل على فضلها ، وعظم شأنها .

8- صلة الرحم مدعاة للذكر الجميل : فهي مكسبة للحمد ، مجلبة للثناء الحسن ، حتى إن أهل الجاهلية ليتمدحون بها ، ويثنون على أصحابها ؛ فهذا الأعشى يمدح الأسود بن المنذر بن يزيد اللخمي ، فيقول :

عنده الحزم والتقى وأسى الصرع

وحمل لمضلع الأثقال

وصلات الأرحام قد علم الناس

وفك الأسرى من الأغلال

9- أنها تدل على الرسوخ في الفضيلة : فهي دليل كرم النفس ، وسعة الأفق ، وطيب المنبت ، وحسن الوفاء ، وصدق المعشر .

ولهذا قيل : " من لم يصلح لأهله لم يصلح لك ، ومن لم يذب عنهم لم يذب عنك " .

10- شيوع المحبة بين الأقارب : فبسببها تشيع المحبة ، وتسود الألفة ، ويصبح الأقارب لحمة واحدة ، وبهذا يصفو عيشهم ، وتكثر مسراتهم .

11- رفعة الواصل : فإن الإنسان إذا وصل أرحامه ، وحرص على إعزازهم- أكرمه أرحامه ، وأعزوه ، وأجلوه ، وسودوه ، وكانوا عونا له .

ولم أر عزم لامرئ كعشيرة

ولم أر ذلا مثل نأي عن الأهل

12- عزة المتواصلين : فالأرحام المتواصلون ، المتوادون المتآلفون- يعلو قدرهم ، ويرتفع ذكرهم ، فيكون لهم شأن ، ويحسب لهم ألف حساب ، فلا يتجرأ أحد أن يسومهم خطة ضيق ، أو أن يمسهم بلفحة من نار ظلم ؛ فيظلون بأعز جوار ، وأمنع ذمار .

بخلاف ما إذا تقاطعوا ، وتدابروا ؛ فإنهم يذلون ويسترذلون ، فيلقون هوانا بعد عز ، وضعة بعد رفعة ، ونزولا بعد شمم .
الأمور المعينة على الصلة
هناك آداب يجدر بنا سلوكها مع الأقارب ، وهناك أمور تعين على صلة الرحم ؛ فمن ذلك ما يلي :

1- التفكر في الآثار المترتبة على الصلة : فإن معرفة ثمرات الأشياء ، واستحضار حسن عواقبها- من أكبر الدواعي إلى فعلها ، وتمثلها ، والسعي إليها .

2- النظر في عواقب القطيعة : وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من هم ، وغم ، وحسرة ، وندامة ، ونحو ذلك ، فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها .

3- الاستعانة بالله : وذلك بسؤال التوفيق ، والإعانة على صلة الأقارب .

4- مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان : فهذا مما يبقي على الود ويحفظ ما بين الأقارب من العهد ، ويهون على الإنسان ما يلقاه من شراسة أقاربه وإساءتهم .

ولهذا أتى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي .

قال : لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك قال الإمام النووي- رحمه الله تعالى- في شرح هذا الحديث : " وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم ، بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه . وقيل : معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم ، وتحقرهم في أنفسهم ؛ لكثرة إحسانك ، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم ، كمن يسف الملل .

وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك ، كالملل يحرق أحشاءهم ، والله أعلم " .

فهذا الحديث عزاء لكثير من الناس ممن ابتلوا بأقارب شرسين ، يقابلون الإحسان بالإساءة ، وفيه تشجيع للمحسنين على أن يستمروا على طريقتهم المثلى ؛ فإن الله معهم ، وهو مؤيدهم ، وناصرهم ، ومثيبهم .

ومن أجمل ما قيل في ذلك ، قول المقنع الكندي :

وإن الذي بيني وبين بني أبي

وبين بني عمي لمختلف جدا

إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم

قدحت لهم في كل مكرمة زندا

وإن كلوا لحمي وفرت لحومهم

وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

ولا أخمل الحقد القديم عليهم

وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

وأعطيهم مالي إذا كنت واجدا

وإن قل مالي كل أكلفهم رفدا

5- قبول أعذارهم إذا أخطأوا ، واعتذروا : ومن جميل ما يذكر في ذلك ما جرى بين يوسف- عليه السلام- وإخوته ، فلقد فعلوا به ما فعلوا ، وعندما اعتذروا- قبل عذرهم ، وصفح عنهم الصفح الجميل ؛ فلم يقرعهم ، ولم يوبخهم ، بل دعا لهم ، وسأل الله لهم المغفرة لهم .

6- الصفح عنهم ونسيان معايبهم ، حتى ولو لم يعتذروا : فهذا مما يدل على كرم النفس ، وعلو الهمة ؛ فالعاقل اللبيب ، يعفو عن أقاربه وينسى عيوبهم ، ولا يذكرهم بها ، ومن جميل ما يذكر في ذلك قول القائل :

وحسبك من ذل وسوء صنيعة

مناواة ذي القربى وإن كان قاطع

ولكن أواسيه وأنسى عيوبه

لترجعه يوما إلي الرواجع

ولا يستوي في الحكم عبدان : واصل

وعبد لأرحام القرابة قاطع

7- التواضع ولين الجانب : فهذا مما يحبب القرابة بالشخص ، ويدنيهم منه ، وصدق من قال :

من كان يحلم أن يسود عشيرة

فعليه بالتقوى ولين الجانب

ويغض طرفا عن مساوي من أسا

منهم ويحلم عند جهل الصاحب

8 - التغاضي والتغافل : فالتغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء ، وهو مما يعين على استبقاء المودة ، واستجلابها ، وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة .

ثم إنه دليل على سمو النفس ، وشفافيتها ، وهو مما يرفع المنزلة ، ويعلي المكانة . والتغاضي والتغافل حسن مع جميع الناس ، وهو مع الأقارب أولى ، وأحرى وأجمل .

قال ابن حبان- رحمه الله- : " من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه ، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب- كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه ، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء أقرب منه أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء " قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- :أغمض عيني عن أمور كثيرة

وإني على ترك الغموض قدير

وما من عمى أغضي ولكن لربما

تعامى وأغضى المرء وهو بصير

وأسكت عن أشياء لو شئت قلتها

وليس علينا في المقال أمير

أصبر نفسي باجتهادي وطاقتي

وإني بأخلاق الجميع خبير

9- بذل المستطاع لهم : من الخدمة بالنفس ، أو الجاه ، أو المال .

10 - ترك المنة عليهم ، والبعد عن مطالبتهم بالمثل : وقد مر بنا أن الواصل ليس بالمكافئ ، فمما يعين على بقاء المودة أن يحرص الإنسان على أن يعطي أقاربه ولا يطالبهم بالمثل ، وألا يمن عليهم بعطائه ، أو زياراته ، أو غير ذلك .

11- توطين النفس على الرضا بالقليل من الأقارب : فالعاقل الكريم لا يستوفي حقه كاملا ، بل يرضى بالقليل وبالعفو الذي يأتي من أقاربه ، حتى يستميل بذلك قلوبهم ، ويبقي على مودته لهم كما قيل :

إذا أنت لم تستبق ود صحابة

على دخن أكثرت بث المعايب

12- مراعاة أحوالهم ، وفهم نفسايتهم ، وإنزالهم منازلهم : فمن الأقارب من يرضى بالقليل ، فتكفيه الزيارة السنوية ، وتكفيه المكالمة الهاتفية ، ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب ، ومنهم من يعفو عن حقه كاملا ، ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة ، وبالملاحظة الدائمة ؛ فمعاملتهم بمقتضى أحوالهم يعين على الصلة ، واستبقاء المودة .

13- ترك التكلف مع الأقارب ورفع الحرج عنهم : وهذا مما يغري بالصلة ؛ فإذا علم الأقارب عن ذلك الشخص أنه قليل التكلف ، وأنه يتسم بالسماحة- حرصوا على زيارته وصلته .

14- تجنب الشدة في العتاب : حتى يألف الأقارب المجيء ، ويفرحوا به ؛ فالكريم هو الذي يعطي الناس حقوقهم ، ويتغاضى عن حقه إذا قصر فيه أحد . ثم إن كان هناك من خطأ يستوجب العتاب فليكن عتابا لطيفا رقيقا .

15- تحمل عتاب الأقارب وحمله على أحسن المحامل : وهذا أدب الفضلاء ، ودأب النبلاء ؛ ممن تمت مروءتهم ، وكملت أخلاقهم ، وتناهى سؤددهم ، ممن وسعوا الناس بحلمهم ، وحسن تربيتهم ، وسعة أفقهم .

فإذا ما عاتبهم أحد من الأقارب ، وأغلظ عليهم لتقصيرهم في حقه- حملوا ذلك على أحسن المحامل ؛ فيرون أن هذا المعاتب محب لهم ، مشفق عليهم ، حريص على مجيئهم ، ويشعرونه بذلك ، بل يعتذرون له من تقصيرهم ؛ حتى تخف حدته وتهدأ ثورته فبعض الناس يقدر ويحب ويشفق ، ولكنه لا يستطيع التعبير عن ذلك إلا بكثرة اللوم والعتاب .

والكرام يحسنون التعامل مع هؤلاء ، ويحملون كلامهم على أحسن المحامل ، ولسان حالهم يقول : لو أخطأت في حسن أسلوبك لما أخطأت في حسن نيتك .

16- الاعتدال في المزاح مع الأقارب : مع مراعاة أحوالهم ، وتجنب المزاح مع من لا يتحمله .

17 . تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم مع الأقارب : فإن كثرة الخصام والملاحاة والجدال تورث البغضاء ، والانتصار للنفس ، والتشفي من الطرف الآخر ، بل يحسن بالمرء مداراة أقاربه ، والبعد عن كل ما من شأنه أن يكدر صفو الوداد معهم .

18- المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب : فالهدية تجلب المودة ، وتكذب سوء الظن ، وتستل سخائم القلوب ، كما قيل :

إن الهدية حلوة

كالسحر تجتذب القلوبا

تدني البعيد من الهوى

حتى تصيره قريبا

وتعيد مضطغن العداوة

بعد بغضته حبيبا

تنفي السخيمة عن ذوي

الشحنا وتمتحق الذنوبا

19- أن يستحضر الإنسان أن أقاربه لحمة منه : فلا بد له منهم ، ولا فكاك له عنهم ، فعزهم عز له ، وذلهم ذل له ، والعرب تقول : " أنفك منك وإن ذن وعيصك منك لان كان أشبا 20- أن يعلم أن معاداة الأقارب شر وبلاء : فالرابح فيها خاسر ، والمنتصر مهزوم ، كما قال البحتري في صلح بني تغلب :

وفرسان هيجاء تجيش صدورها

بأحقادها حتى تضيق دروعها

تقتل من وتر أعز نفوسها

عليها بأيد ما تكاد تطبعها

إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها

تذكرت القربى ففاضت دموعها

شواجر أرماح تقطع بينهم

شواجر أرحام ملوم قطوعها

وكما قال الآخر :قومي هم قتلوا أميم أخي

فإذا رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لأعفون جللا

ولئن سطوت لأوهنن عظمي

21- الحرص التام على تذكر الأقارب في المناسبات والولائم : ومن الطرق المجدية في ذلك أن يسجل الإنسان أسماء أقاربه ، وأرقام هواتفهم في ورقة ، ثم يحفظها عنده ، وإذا أراد دعوتهم فتح الورقة حتى يستحضرهم جميعا ، ويتصل بهم إما بالذهاب إليهم ، أو عبر الهاتف أو غير ذلك . ثم إن نسي واحدا منهم فليذهب إليه ، وليعتذر منه ، وليسع في رضاه ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

22- الحرص على إصلاح ذات البين : فمما ينبغي على الأقارب- وعلى الأخص من وهبهم الله محبة في النفوس - أن يبادروا إلى إصلاح ذات البين إذا فسدت ، وألا يتوانوا في ذلك ؛ لأنها إذا لم تصلح ويبادر في رأب صدعها فإن شرها سيستطير ، وبلاءها سيكتوي بناره الجميع .

23- تعجيل قسمة الميراث : حتى يأخذ كل واحد نصيبه ، ولئلا تكثر الخصومات والمطالبات ، ولأجل أن تكون العلاقة بين الأقارب خالصة صافية من المكدرات .

24- الحرص على الوئام والاتفاق حال الشراكة : فإذا اشترك الأقارب في شراكة ما فليحرصوا كلى الحرص على الوئام التام ، والاتفاق في كل الأمور ، وأن تسود بينهم روح الإيثار والمودة ، والشورى والرحمة ، والصدق والأمانة ، وأن يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحبه لنفسه ، وأن يعرف كل طرف ماله وما عليه .

كما يحسن بهم أن يناقشوا المشكلات بمنتهى الوضوح والصراحة ، وأن يحرصوا على التفاني ، والإخلاص في العمل ، وأن يتغاضى كل منهم عن صاحبه ، ويجمل بهم- أيضا أن يكتبوا ما يتفقون عليه .

فإذا ساروا على تلك الطريقة حلت فيهم الرحمة ، وسادت بينهم المودة ، ونزلت عليهم بركات الشركة .

25- الاجتماعات الدورية : سواء كانت شهرية أو سنوية أو غير ذلك ، فهذه الاجتماعات فيها خير كثير ؛ ففيها التعارف ، والتواصل ، والتواصي ، وغير ذلك خصوصا إذا كان يديرها أولو العلم ، والحصافة .

26- صندوق القرابة : الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم ، ويشرف عليه بعض الأفراد ، فإذا ما احتاج أحد من الأسرة مالا لزواج ، أو نازلة ، أو غير ذلك بادروا إلى دراسة حاله ، وساعدوه ورفدوه ؛ فهذا مما يولد المحبة ، وينمي المودة .

27- دليل الأقارب : فيحسن بالأقارب أن يقوم بعضهم بوضع دليل خاص ، يحتوي على أرقام هواتف القرابة ثم يطبع ويوزع على جميع الأقارب ، فهذا الصنيع يعين على الصلة ، ويذكر المرء بأقاربه إذا أراد السلام عليهم ، أو دعوتهم للمناسبات والولائم .

28- الحذر من إحراج الأقارب : وذلك بالبعد عن كل سبب يوصل إلى ذلك ، فيبتعد الإنسان عن الإثقال عليهم ، وينأى عن تحميلهم ما لا يطيقون ، ومما يدخل في هذا أن يراعي القرابة أحوال الوجهاء ، وذوي اليسار في الأسرة فلا يكلفوهم ما يوقعهم في الحرج ، ولا يلوموهم إذا قصروا في بعض الأمور مما لا طاقة لهم بها ؛ فبعض الأسر تكلف وجهاءها وأكابرها ما لا يطيقون ، ولا تعذرهم عند أي تقصير .

29- الشورى بين الأقارب : فيحسن بالأقارب أن يكون لهم مجلس شورى ، أو أن يكون لهم رؤوس يرجعون إليهم في الملفات وما ينوب الأسرة من النوازل ؛ حتى يخرجوا برأي موحد ، أو مناسب يرضي الله ، ويوافق الحكمة والصواب . ويحسن بأولئك الرؤوس أن يكونوا من ذوي الرأي والسداد ، والحلم ، والبصيرة ، وبعد النظر .

30- وأخيرا : يراعى في ذلك كله أن تكون الصلة قربة الله : خالصة لوجهه وحده لا شريك له ، وأن تكون تعاونا على البر والتقوى ، لا يقصد بها حمية الجاهلية ولا عيبتها .

هذا ما تيسر جمعه وتقييده في هذا الباب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .


( الموضوع منقول باهتمام للاهمية جرى طرحه )

@ابوريان@ 25-06-2009 09:04 PM

رد : اسباب قطيعة الرحم وعلاجها
 
الف شكر يابو يزن على نقل الموضوع الجميل والمميز

مقبل السحيمي 28-06-2009 12:13 AM

رد : اسباب قطيعة الرحم وعلاجها
 
نعم أخي الحبيب هو موضوع هام للغاية وحساس جدا
كم من قطيعة رحم حدثت ولأسباب تافهه لاقيمة لها
عوائل تفترق وإخوة متباغضين وشياب لايكلم احدهم الآخر رغم قرابة الرحم بينهم
بسبب خلاف بسيط أو قطعة أرض أو زلة لسان أو طلاق بين زوجين قريبين في الرحم
أو بسبب مشاجرة بين أطفال تطورت وتدخل فيها الأبوين ومن ثم العائلتين ؟؟؟؟
ضاقت الأنفس وضعف الوازع الديني وعدم التماس الأعذار والتسامح أدى لهذه القطيعة وغيرها كثير
بالتأكيد وأترك المجال لبقية الأخوة لأبداء بقية الأسباب والتعليق

دمت بخير وبارك الله فيك أبا يزن


الساعة الآن 03:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود