عن أبي الدرداء قال : أوصاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بتسع : " لا تشرك بالله شيئاً وإن قُطِّعْتَ أو أو حُرّقت ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمداً ، ومن تركها متعمداً بَرِئت منه الذِّمَّةُ ، ولا تشربن الخمر ، فإنها مفتاح كل شر وأطع والديك ، وإن أمراكَ أن تخرجَ من دنياك فاخرج لهما ، ولا تُنَازِعنَّ وُلاةَ الأمر ، وإن رأيت أنكَ أنتَ ، ولا تفرر من الزحف وإن هلكت وفرَّ أصحابُك ، وأنفق من طولك على أهلك ، ولا ترفع عَصَاكَ عن أهلِكَ وأخِفْهُم في اللهِ عزَّ وجلَّ "

تخريج الحديث

حديث حسن لغيره ؛ أنظر الإرواء (2026) وأخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1524) والمرزوي في تعظيم قدر الصلاة (911) وابن ماجه ( جزء منه في الفتن باب الصبر على البلاء (4034) وعند عبد بن حميد(1594).

شرح الكلمـات

وإن قُطعت أو حرقت : أي وإن تعرضت للقتل أو للتحريق.
فقد برئت منه ذمة الله : أي لا يبقى في أمن من الله في الدنيا والآخرة ، كناية عن سقوط احترامه.
وإن رأيت أنك أنت : أي وإن اعتقدت في الأمر حقاً ، فلا تعمل بذلك الحق ، بل اسمع وأطِعْ إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة ، إلا ترى كفراً بواحاً.
الطَّول : فضلُ مالك ، وفي معناه الكسب بقدر الوسع والطاقة على طر يق الاقتصاد.
ولا ترفع عصاك عن أهلك : المراد به الضرب بحق.
وأخِفهم : أي أنذرهم من مخالفة أوامر الله بالنصيحة والتعليم وبالحمل على مكارم الأخلاق.

فقه الحديث

1 - الحثُّ على الابتعاد عن الشرك واعتناق التوحيد حتى في الساعات الحرجة والظروف العصيبة الرهيبة.
2 - الحذر من ترك الصلاة المفروضة ومن سوء العاقبة والمصير لتاركها بغير عذر شرعي.
3 - حُرمة الخمر وبيان أضراره ومفاسده العظيمة.
4 - الحثُّ على طاعة الوالدين حتى لو صدرت عنهما الأحكام الشديدة.
5 - وجوب طاعة الإمام وحرمة الخروج عليه ولو كان جائراً
6 - الحضّ على الجهاد وعدم الخوف والفرار من لقاء العدو في أحرج ساعة.
7 - الاقتصاد في النفقة على الأولاد.
8 - عدم الامتناع عن الضرب لتربيتهم.
9 - إنذار الأولاد عن المعاصي والمخالفة لأوامر الله .