شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   مجلس الإسلام والحياة (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الغفلة المهلكة (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=16682)

سعد سالم آل علي 09-10-2006 03:02 PM

الغفلة المهلكة
 
[]الغفلة المهلكة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أيها الأخوه نبارك لكم هذا الشهر الكريم ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه سميع مجيب إن المتأمل لحال الناس في هذا الزمن يلحظ مفارقات عجيبة وغريبة فالإنسان يسعى وراء الدنيا ولا يصحو إلا وقد فاجأه الأجل قبل أن يحدث توبة صادقة مع الله وقد رأيت في هذا اليوم المبارك أن يكون حديثي لكم عن الغفلة أسأل الله أن ينفعني وإياكم بما نقول ونسمع وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه فنقول وبالله التوفيق :
يقول الله تعالى: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) [ الأنبياء: 1]،. والذي يتأمل أحوال الناس في هذا الزمن يرى تطابق الآية تماماً مع واقع كثير منهم وذلك من خلال ما يرى من كثرة إعراضهم عن منهج الله وغفلتهم عن الآخرة وعن ما خلقوا من أجله، وكأنهم لم يخلقوا للعبادة، وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها، فإنهم إن فكروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا، وإن عملوا فللدنيا، فيها يتخاصمون ومن أجلها يتقاتلون وبسببها يتهاونون أو يتركون كثيرا من أوامر ربهم، حتى أن بعضهم مستعد أن يترك الصلاة أو يؤخرها عن وقتها من أجل اجتماع عمل أو من أجل مباراة أو موعد مهم ونحو ذلك !! كل شيء في حياتهم له مكان ! للوظيفة مكان، للرياضة مكان، للتجارة مكان للرحلات مكان، للأفلام والمسلسلات وللأغاني مكان، للنوم مكان، للأكل والشرب مكان، كل شيء له مكان إلا القرآن وأوامر الدين، تجد الواحد منهم ما أعقله وأذكاه في أمور دنياه، لكن هذا العاقل المسكين لم يستفد من عقله فيما ينفعه في أُخراه، ولم يقده عقله إلى أبسط أمر وهو طريق الهداية والاستقامة على دين الله الذي فيه سعادته في الدنيا والآخرة، وهذا هو والله غاية الحرمان (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) ! من يرى أحوالهم وما هم عليه من شدة جرأتهم على ارتكاب المعاصي وتهاونهم بها يقول: إن هؤلاء إما أنهم لم يصدقوا بالنار، أو أن النار قد خلقت لغيرهم، نسوا الحساب والعقاب وتعاموا عن ما أمامهم من أهوال وصعاب (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) ![ الحجر: 72.] انشغلوا براحة أبدانهم وسعادتها في الدنيا الفانية وأهملوا سعادتها وراحتها في الأخرى الباقية.
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا متعب الجسم كم تسعى لراحتـه =أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها =فأنت بالروح لا بالجسم إنسان[/poem]
ما أحرصهم على أموالهم وما أحرصهم على وظائفهم، وصحتهم، لكن أمور دينهم والتفقه فيها وتطبيقها والتقيد بها فهي آخر ما يفكرون فيه إن هم فكروا. أوقاتهم ضائعة بلا فائدة، بل إن أغلبها قد تضيع في المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثون بزعمهم عن الراحة والسعادة، وهم بعملهم هذا لن يجدوا إلا الشقاء والتعاسة، شعروا بذلك أم لم يشعروا لقوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه: 124]، حتى أصبح حال الكثيرين من هؤلاء كما قال الشاعر:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نهارك يا مغرور سهو وغفـلة =وليلك نوم والردى لك لازم[/poem]
ولقد مات عند الكثير من هؤلاء الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه بأصول الدين ومحافظته على الصلوات ظن في نفسه خيرا عظيماً، وأنه بذلك قد حاز الإسلام كله وأن الجنة تنتظره في نهاية المطاف، ونسي هذا المسكين مئات بل آلاف الذنوب والمعاصي التي يرتكبها صباحاً ومساءً من غيبة أو بهتان أو نظرة إلى الحرام أو شرب لحرام أو حلق لحية أو إسبال ثوب أو غير ذلك من المعاصي والمخالفات التي يستهين بها ولا يلقي لها بالاً ويظن أنها لا تضره شيئاً وهي التي قد تكون سبباً لهلاكه وخسارته في الدنيا والآخرة وهو لا يشعر لقوله صلى الله عليه وسلم : "إياكم ومحقرات الذنوب فإنها إذا اجتمعت على العبد أهلكته " ، ناهيك عن ما يرتكبه البعض من كبائر وموبقات من ربا وزنا ولواط ورشوة وعقوق ونحو ذلك..وإن المرء ليعجب والله أشد العجب! ألم يمل أولئك هذه الحياة؟ ألم يسألوا أنفسهم؟ ثم ماذا في النهاية؟ ماذا بعد كل هذه الشهوات والملذات ؟ ماذا بعد هذا اللهو والعبث؟ ماذا بعد هذه الحياة التافهة المملوءة بالمعاصي والمخالفات؟ هل غفل أولئك عما وراء ذلك.. هل غفلوا عن الموت والحساب والقبر والصراط، والنار والعذاب، أهوال وأهوال وأمور تشيب منها مفارق الولدان، ذهبت اللذات وبقيت التبعات، وانقضت الشهوات وأورثت الحسرات، متاع قليل ثم عذاب أليم وصراخ وعويل في دركات الجحيم، فهل من عاقل يعتبر ويتدبر ويعمل لما خلق له ويستعد لما أمامه.
إن مثل هؤلاء المساكين الغافلين السادرين في غيّهم قد أغلقت الحضارات الحديثة أعينهم وألهتهم الحياة الدنيا عن حقائقهم ومآلهم، ولكنهم سوف يندمون أشد الندم إذا استمروا في غيهم ولهوهم وعنادهم ولم يفيقوا من غفلتهم وسباتهم ويتوبوا إلى ربهم. يقول تعالى عن مثل هؤلاء: (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون ) [الحجر: 3] أي دعهم يعيشوا كالأنعام ولا يهتمون إلا بالطعام والشراب واللباس والشهوات!؟. ألم يأن لكل مسلم أن يعلم حقيقة الحياة والغاية التي من أجلها خلق ؟
أيها الأحبة:
إن الدين أخي الحبيب كلٌ لا يتجزأ؛ لأن الالتزام ببعض أمور الدين وترك الأمور الأخرى يعتبر استهتار بأوامر الله وتلاعب بها، وهذا لا يليق بمسلم أبداً وقد نهى الله عن ذلك وتوعد من فعله بوعيد شديد فقال عز من قائل: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب) [البقرة: 85]. إن المسلم الحق وقته كله عبادة والدين عنده ليس شعائر تعبدية فحسب يؤديها ثم يعيش بعد ذلك فيما بين الشعيرة والشعيرة بلا دين ولا عبادة!! فيأكل الحرام ويشرب الحرام ويسمع الحرام ويشاهد الحرام ويعمل الحرام ويتكلم بالحرام!! إن من يفعل ذلك لم يفهم حقيقة الإسلام الذي يحمله وينتمي إليه.
فيا من تعصي الله إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذا الإعراض عن الله؟ ألم يأن لك أخي أن تصحو من غفلتك؟ ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يلين ويخشع لرب العالمين (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) [الحديد: 16]، أعلنها أخي توبةً صادقةً وكن شجاعاً، وكن حقاً عبداً لله تعالى، وهل يكون الإنسان عبداً حقيقياً لله وهو متمرداً على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير.. ألم يأن لك أخي أن تسير في قافلة التائبين؟ هل أنت أقل منهم؟ حاشاك ذلك؟ ألا تريد ما يريدون؟ هل هم في حاجة إلى ما عند الله من الثواب وأنت في غنى عنه؟ هل هم يخافون الله وأنت قوي لا تخافه؟
إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها وتكون هي همك وغايتك، فإنك مهما عشت فيها ومهما تنعمت بها فإنك راحل عنها لا محالة، فيا أسفاً لك أخي إذا جاءك الموت ولم تتب ويا حسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة ولم تجب، فكن أخي عاقلأ فطناً واعمل لما أنت مقدم عليه فإن أمامك الموت بسكراته، والقبر بظلماته، والحشر بشدائده وأهواله، وهذه الأهوال ستواجهها حتماً وحقاً وستقف بين يدي الله وستسأل عن أعمالك كلها صغيرها وكبيرها فأعد للسؤال جوابأ (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) [الحجر: 92، 93،]. ووالله إنه لا يليق بعاقل أبداً أن يلهو ويلعب في هذه الدنيا ويعصي الله وأمامه مثل تلك الأهوال العظيمة، ووالله إنها لأكبر فرصة أن أمهلك الله وأبقاك حياً إلى الآن وأعطاك فرصة للتوبة والإنابة والرجوع إليه في هذا الشهر المبارك فاحمد الله على ذلك ولا تضيع هذه الفرصة وتب إلى الله ما دمت في زمن المهلة قبل النقلة، وتذكر أولئك الذين خرجوا من الدنيا ووالله لتخرجن أنت منها كما خرجوا، لكنك أنت الآن في دار العمل وتستطيع التوبة والعمل، وأما هم فحال الكثيرين منهم يتمنى الرجوع والتوبة ولسان حالهم يقول كما في قوله تعالى: (يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون ) [الأنعام: 31]. فاحذر أخي أن تغلط غلطتهم فتندم حين لا ينفع الندم. وانقذ نفسك من النار ما دام الأمر بيدك قبل أن تقول: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) [المؤمنون: 100]، فلا تجاب حينها لذلك. فإني والله لك من الناصحين وعليك من المشفقين.
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منقول
[/size]

عبدالله الوهابي 11-10-2006 02:28 AM

رد : الغفلة المهلكة
 
أخي سعد جزاك الله خيراً وبارك الله فيك

ابو سعد القحطاني 11-10-2006 03:41 AM

رد : الغفلة المهلكة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب سعد
اسأل الله سبحانه وتعالي ان يجعل مانقلته في ميزان حسناتك.

تجد الغفلة حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه وأَولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة.
وقد لخص بعض أهل العلم مضار الغفلة في ست نقاط: ( نضرة النعيم ج11، ص5108)
أولها:أنها تجلبُ الشطانَ وتُسخطُ الرحمنَ،
ثانيها:أنها تُنزل الهم والغم في القلب وتبعد عنه الفرح وتميت السرور،
ثالثها:أنها مدعاة للوسوسة والشكوك،
رابعها:أنها تورث العداوة والبغضاء وتذهب الحياء والوقار بين الناس،
خامسها:أنها تبلد الذهن وتسد أبواب المعرفة،
سادسها:أنها تُبعد العبد عن الله وتجره إلى المعاصي

وذكر عن ابراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى أنه أراد أن يدخل الحمام فمنعه صاحب الحمام وقال: لا تدخل إلا بالأجرة, فبكى إبراهيم وقال: اللهم لا يؤذن لي أن أدخل بيت الشياطين مجانا فكيف لي بدخول بيت النبيين والصديقين مجانا

قبورنـا تـُبنى قبل أن نتـوب ياليتـنا تُبـنا قبل أن نمـوت

اخيراً : اللهم ارحم في الدنيا غربتنا وارحم في القبور وحشتنا وارحم موقفنا غدا بين يديك، واجعلنا من عبادك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.



فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله.
اخوك ابومصعب

سعد سالم آل علي 11-10-2006 10:52 AM

رد : الغفلة المهلكة
 
الأخ ابن رشد الصغير
الأخ أبو مصعب
حفظكما الله وجزاكم خيرا وأسأل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع.
شكراً لكما على المرور.

سعيد بن محمد بن خريم 11-10-2006 11:14 AM

رد : الغفلة المهلكة
 
جزاكم الله الف خير وأكثر من امثالكم

بارك الله في الجميع

خالد ابن علي 11-10-2006 01:15 PM

رد : الغفلة المهلكة
 
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك
نسأل الله السلامة من ان نكون من الغافلين
موضوع مهم ومفيد
جزاك الله خير

ولد الشمال 15-10-2006 01:22 AM

رد : الغفلة المهلكة
 
جزاك الله خير


الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com