إلى دعاة المجد إلى رعاة العهد إلى قناة المجد , أهدي تحياتي وخالص دعواتي يا منبر الخير واصلوا السير فالمشوار طويل وحمل الأمانة ثقيل.

قال حسن جارالله سألت أبا العلاء-أي المعري-:أسمعت بقناة المجد ؟ فقال :ياهذا لقد سألت من لا يخفاه أمر المجد , إنها قناة وصلت إلى أسماع الصم ورآها العمي مثلي دخلت الحضر والمدر ورحلت إلى البدو والرحل.

قلت-والكلام لحسن جارالله-:ولكننا في زمان كثرت فيه القنوات وتعددت اللغات فأين محل قناة المجد؟فقال لي:سألت ياقوت الحموي –وكان قد انتهى من تأليف كتاب معجم البلدان –فقلت يا أبا لإسحاق :فأين موقع قناة المد وأنت الخبير بالبلدان :فقال :موقع قناة المجد في قلب كل مسلم غيور.

قال حسن جارالله :دخلت على الأصمعي وهو مستلقي على بطنه ومسنداً رأسه على كفيه أمام التلفاز فقلت :ماذا تفعل يا أصمعي ؟ قال : لا تشغلني فأنا أتابع قناة المجد أجمع منها جديد الأخبار ونادر الكلام فخرجت وتركته.

قال حسن جارالله :كنا في مجلس سمر عند أبي العتاهية وكان أبو نواس حاضر , فنادى أبو العتاهية فقال : ياغلام إلينا بالقهوة فتبسم أبو نواس فنظرت إليه وقلت يا لكع هذه قهوة بن وليست مما ظننت , فقال دعنا من هذا وأخبرني بما سمعت عنك ؟قلت :خيراً يا أبا نواس ماذا سمعت ؟ سمعت أنك تفضل قناة المجد على قنوات اللهو والغناء ؟ فقلت : يا أبا نوا س أما تتوب من اللهو والباطل ومن مشاهدة النساء تلك القنوات والله يا أبو نواس ماتزيدك إلا غبناً وحسرة وهم عاجل وعذاب مقيم , ثم لا تأمن على نفسك أن يقبضك الله وأنت على هذه المعاصي,ثم ألست القائل :
إذا ماخلوت الدهر يوماً فلا تقل**خلوت ولكن قل عليّ رقيب
يا أبو نواس إن أردت المتعة والترفيه فهاذي قناة فيها من البرامج الممتعة والفقرات الترفيهية ما يغنيك عن فجور تلك القنوات,فطأطأ أبو نواس رأسه وقال : ياحسن جزيت خيراً فقد عزمت على التوبة وأسأل الله أن يغفر ما مضى ثم إندفع ينشد:
فليت أن الله يغفر مامضى **ويأذن في توباتنا فنتوب

فصاح به أبو العتاهية:على رسلك يا أبا نواس ولا تكمل, فقد ذهبت بشعر المجون فدع لنا شعر الحكمة.

قال حسن جارالله :سألني الجاحظ :أترى قناة المجد تنفع أهل العلم والأدب من أمثالي وزادت عيناه جحوظاً قلت –بعد أن قرأت آية الكرسي في نفسي- يا أبا بحر إن كنت من أهل العلم الشرعي فهناك قناة خاصة لذلك وإن كنت من أهل الحديث فهناك قناة أخرى للحديث وإن كنت من أهل السياسة فهناك قناة إخبارية وإن كنت من أهل الأدب فهناك قناة عامة تجمع بين الأدب وغيره, فقال لي: والقرآن الكريم , قلت : نعم فهناك قناة للقرآن الكريم لكني أغفلت ذكرها لعلمي بزهدك فيها- وكان الجاحظ يُرمى بالزندقة .

قال حسن جارالله :وقد سمعت جماعة من أهل العلم قد أثنوا على هذه القناة ودعوا للقائمين عليها فجزاهم الله عنا خير الجزاء.