شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان - نـعـم ... هـي الـتـي نـريـدهـا .. لله وفي الله

أخي في الله

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أما بعد:

فحين لا يعرف بعض الناس ما ينبغي عمله اليوم ......

وما يجب تأجيله إلى الغد ....

وحين لا يفرق بين ما هو مهم .....

وبين ما هو أهم ......

ولا يرتب الأعمال وفق الأولويات ....

عندئذٍ يحدث الخلل ويضطر إلى ملء الشواغر والفراغات بأعمال ضعيفة

هذا إذا ما ملئها بأعمال سيئة أو محرمة.

أخي المسلم: إن كل فرد في الأمة لا بد أن يشعر أنه مسئول عن نفسه ، وأنه عضو ينتج ويتفاعل أيّاً ما

كانت مهنته أو مكانته ، ويجب أن يشعر بالانصهار مع إخوانه .. وهذا الشعور لا ينشأ من فراغ ، وإنما

ينشأ من خلال الممارسة التي تؤكد وباستمرار حقيقة هذا التوجه ، وهذا التلاحم والترابط ، يقول تعالى

{ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص }

هذه الصورة التي يحبها الله للمؤمنين ، فهي ترسم وتبين طبيعة دينهم ووحدتهم وأخوتهم ، وتوضح لهم

معالم الطريق ، وتكشف لهم عن طبيعة التضامن الوثيق الذي يرسمه التعبير القرآني المبدع

{ صفاً كأنهم بنيان مرصوص }

بنيان .... تتعاون لبناته وتتضامن وتتماسك وتؤدي كل لبنة دورها مع الأخرى ، وتسد ثغرتها ، لأن البنيان

كله ينهار إذا تخلت منه لبنة عن مكانها ، تشققت أو تقدمت أو تأخرت ، وطبيعة هذا الدين حين يغلب ويهيمن

فهو يهيمن ويغلب بجماعة ، وينشئ مجتمعاً متماسكاً .. متناسقاً ، وصورة الفرد المنعزل عن الجماعة تجده

يعبد وحده ، ويعمل ويجاهد وحده ، ويعيش وحده ، فخطؤه أكثر من صوابه ، وضعفه أكثر من قوته

أخي الحبيب: إن دعوة هذا الدين انطلقت لتقول تعالوا يا تحبون القوة والغلبة والنصر والتمكين ، تعالوا

{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }

ومن هذا المبدأ .. وحرصاً على تجلية هذا الهدف الذي يجب أن نتضامن ونتكاتف ونجمع قوانا في أن

نكون كما قال حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" عباد الله إخوانا "

بدلاً من التشتت والتفرق ، إننا اليوم في أمس الحاجة إلى جمع الشمل ووحدة الصف الذي بعثرته الأيدي

الخبيثة والأقلام المسمومة والأفكار الضالة والتصورات المنحرفة والعقول التي لحسها الفكر

........ العلماني ......... واللبرالي .........

هؤلاء هم كما قال نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ لحذيفة ـ رضي الله عنه ـ

" دعاة على أبواب جهنم ، قال حذيفة: صفهم لنا يا رسول الله قال: من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "

فهم السبب في دخول الاستعمار اليهودي والنصراني والرافضي وانتشار الفساد في صفوف المسلمين

يا أخي المسلم: إن وحدتنا فريضة ، ووقوفنا صفاً واحداً من أجل الدعوة على هدى ونور وبصيرة أمرٌ واجب

أمرنا الله ـ عز وجل ـ وحثنا على التمسك به فقال

{ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم }

إن أشد ما أخشاه ـ يا أخي المسلم ـ أن نكون في زمن يَعِزّ فيه وجود أخٍ واحدٍ في الله يغنمه الواحد منا

في زماننا هذا الغريب ، فينعم برباط الأخوّة الصادقة التي ندر وجودها ، نعم أقول هذا خوفاً من الوقوع

فيما قاله الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ

" قلّما يوجد في آخر الزمان درهم حلال ، أو أخ يوثق به "

أخرجه أبو نعيم ، وفي إسناده محمد بن أيوب الرقي ، ضعفه أبو حاتم ، وقال ابن عدي: عزيز الحديث

وله شاهد من حديث حذيفة بلفظ

" سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة "

وذكر منها: " أخ يستأنس به " أخرجه الطبراني ووثقه ابن حبان والحاكم وضعفه الأكثر

وقال بعضهم: الحديث لا ينزل عن درجة الحسن لغيره ـ بإذنه تعالى ـ

إن الأخوة الصادقة اليوم عند كثير من المسلمين لم يبق منها غير المعرفة السطحية المقتصرة على

الابتسامة ، والتلطف في أسلوب الكلام ، ولا تتعدى ذلك غالباً إن كثرت الملاقاة

يقول بن الجوزي ـ رحمه الله ـ " جمهور الناس اليوم معارف ، ويندر فيهم صديق في الظاهر

أما الأخوة والمصافاة فذاك شيء نسخ فلا يُطمَع فيه " ثم بيّن سبب نسخ وجود الأخوة والصفا واللين

فقال: لكون السلف كانت همتهم الآخرة وحدها ، فصفت نياتهم في الأخوّة والمخالطة فكانت ديناً لا دنيا

وفي زماننا فقد استولى حب الدنيا على القلوب إلا ما شاء الله

فانظر رحمك الله إلى مقولة هذا الإمام وهو في القرن السادس الهجري حيث يرى بهذه النظرة معنى

الأخوة في زمانه ، فكيف في زماننا هذا؟

ولكن لا يخلو الأمر من تنفيس ، والخير في أمة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يوم القيامة

ولكنه يقوى ويضعف ، يقوى بالأخوة الصادقة في الله ، وهذا الذي نريده ، ان تكون لله وفي الله

وتضعف الخوة ووتلاشى على المصالح وحب الذات والأنانية والتشفي والغيبة والحسد ... ووووووو

اللهم اجمع شملنا ووحد صفنا ووفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاة

اللهم اجعل حبنا لك وفيك ومن أجلك ......... آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته