ناقد خطير
09-07-2005, 02:17 PM
الجزء((2))
نمت بعد صلاة الفجر ، وبعد تناولي الفطور مع المقهور أخي الذي أزبد وأرعد على ما بدر مني وما نقل عني،،،و بعد أن طمبحت على السرير لأنام نومة الغرير ملتقماً رضاعة خيالي وأحلامي و رأيت نفس الحلم ورجع نفس المنام إلي مضى قبل يومين (( على قولة حامد زيد))،،، رأيت أني لازلت في نفس مجلس العزاء الذي تحول إلى روشة مهايطة كما أخبرتكم سابقاً،،، ونفس الزمان ونفس المكان فالشيخ أمامي وطلبة العلم حوله لا يتركون شاردة ولا واردة إلا قيدوها فالعلم صيد والكتابة قيد (( على ذمة الحادي في توقيعه)) وعملوا بها ما تعمل الشياطين والكهان بكلمة يقتبسها احد الشياطين من السماء ،، فيضاف إلى الكلمة 99 كلمة كذبة .والباحث عن كلمة الشيخ الحقيقية كالباحث عن الإبرة في كومة القش ،ويبدو لي والله أعلم أن الحضور قد قرءوا كتب عن فن الإنصات التي تصدر عن مؤسسة فرانكلين .أو دخلوا الدورات المتخصصة في هذا المجال ، ولا ما معنى السكينة التي تغشى القوم حين يتكلم بحر العلوم.
قد يحاجونك ويخزمون خشمك إن تكلمت عن نظرية علمية أو مسألة فقهية أو تحليلات سياسية،فعند الأعراب معرفة بالذرة والمجرة ويحفظ أحدهم الأف مؤلفة من أساطير الفرسان ومن قصائد العربان...لكنه للأسف لا يحسن قراءة الفاتحة مجودة ولا يعرف معنى الصمد!!!.... سيرد بعضهم علي الآن (( في الردود))وأبو زيد ((نفداه)) مايقصر!!! أما أن يتكلم الشيخ فهذا الكلام ولا بلاش،لن تسمع حس ولا رس ، الكل مبحلقٌ بعينيه بتركيز، وموجهٌ أذنيه إلى مصدر الصوت كالرادار،وخاضعاً برأسه اكباراً للعلم.. حتى أن أحدهم قد يحمل معه دفتر محاضرات (( أبو خمس مواضيع الملون )) ليكتب ما يملي عليه الشيخ بكرة وأصيلا ،، وكاتب عناوين الأقسام الخمسة ،، ففي الأول حكم وأمثال الشيخ ،،، والثاني أشعاره ،،، والثالث قصص من شجاعته ،،، والرابع عن حاتميته وكرمه ،،،، والخامس كوكتيل للشيخ قدس الله سره ،، الغريب أنك لن تجد متشاغلٌ بأنفه ،،ولافاتلاً لشنبه،، ولا ضاربٌ لأبنه ،،، ولا ناضرٌ في ساعته ،،،،ولن تجد ناعسٌ في غفوته ،،، والتي كثيرٌ ما نراها في المسجد وخصوصاً صلاة الجمعة..بقي أن اذكر أن الشيخ لم يدخل مدرسة فهو ضد المدارس ومع المجالس ، وكما تقول العامة ( المجالس مدارس ) ، وأنا أقول الإنسان كالوعاء والمجالس والمدارس تملئان هذا الوعاء ، فالمدارس تملئ وعاء العقل ، والمجالس تملئ وعاء البطن ، وكم من بطنة أذهبت فطنة.
المهم ما أرتحت في المجلس وما فهمت ماقال الشيخ ، وعزائي أن من حضر المجلس لم يفهم ما تفوه به العلامة، لكني لم أشأ أن أبدأ بالمشاحنة والعداء وأثرت الظل على هجير البادية والمطبخيه (( على فكرة يقول فارس قحطان إن الخاشوقه أصلها تركي وأصحح هنا فخشق فلان فلان كلمة قحطانية معناه فنخ رأسه بالمشعاب أما ان كان يقصد الملعقة فلا تعليق لدي على مايقول!!) ، أعود الى الموضوع ففي صدري بركانٌ ثائر وحزنٌ كربلائي على ما رأيته من استعباد البشر في قرن عبدة البقر في الهند ،،،لذا كان لزاماً علي أن أدير تصرفي بعقلي ،،، وألا أتبع ما تمليه علي العاطفة الجياشة من غضب وتأجج من تصرفات عبيد السيد والسيد نفسه ،،،هنا كسرت وجبرت وفكرت ودبرت أمراً للاستفادة من أسلوب الشيخ كي أتقمصه في تعاملي مع السذج من أبناء القبيلة (( الذين يسموني بطبيب العجز)) كي أتعرف على إستراتيجيته الإدارية التي من خلالها نجح في إدارته...وهنا بدرت في ذهني أفكار ورأيت (( لمبة )) فوق رأسي وهجولت أسئلة عدة بنافوخي يدور محورها في كيفية إدارة رويعي الغنم على الجمع العدم؟؟ كيف يستولي على محبتهم وهو بغيض حقود حسود ؟؟؟ بل كيف يصدقونه وهو كذوب متهم الحديث؟؟؟ كيف يستقبلونه وهو بخيل من قائمة البخلاء بتوقيع (( الجاحظ)) ؟؟ كيف يفتحون له الألباب وهو مغلق الباب؟؟؟ كيف يشحذونه وهو شحاذ؟؟ وغيرها من الأسئلة التي تبحث في عقلي عن إجابة ،،، ولو استقبلت ما استدبرت لكانت الإجابة واضحة لي وضوح الشمس في رابعة النهار ولما أحتجت كثير وقت في البحث عنها ،ألا وهي أننا نعيش في عصر الرويبضة ..ولئن كان جده قاطع طريق في وقت كوبوي الصحراء،، أيكون له سلطة علي في عصرٍ لا يعترف إلا بالتكنولوجيا والتقدم الحضاري ،، ولو كان الشيخ بمستوى جده في كرمه و شجاعته لم أختلفنا فيه ،،، ولكنه لا يرتقي الى مستوى رعاة جده. ثم ما زالت الدنيا ميدان تنافس للجميع (( والميدان ياحميدان )) ربما يكون جده أفضل من جدي لكني أطلق من شاربه وستين ممن هم على شاكلته.
بعد فترة زمنية ،،،خرجت من عندهم وأنا محتاس ما أبي الناس ،، ودقيت سلف الجيب علشان يشبع من هوى نجد و أترابه ،،وفي المساء عدت بعد أن ابتعدت عن مضارب القرية ،،وماش لك على الخاطر (( ما أسفهل )) لذا عدت إلى البيت وأنا مشغل الفكر والهاجس ،، وأخذت أردد قول الشاعر::
البارحة ساهرٍ والنوم ما جاني.........
ثم توقفت في منتصف البيت وضحكت على الشاعر الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء ،،، فالساهر أكيد لم يأتيه النوم ،،، وضحكت لأني استبدلت الذي هو خير بالذي هو أدنى ،،، فبعد الكتب العلمية ،،، والبحوث الرصينة أعود إلى إشعار الأعراب ،، ولكن الغاية تبرر الوسيلة ،،،و المهم أن أصبح مثل هذا الشيخ أو قريباً منه !!!!!.
في الصباح ومع صياح الديك ،،، نهضت من فراشي لابحث عن معاشي،،، وأنا ماشي جاءني النذير بالخبر وبالعبرة لمن أعتبر،،، فالشيخ طريح فراش لا حي لاميت مريض ،، هنا انكسرت أحلامي قدامي ... ككسر الزجاجة كسرها لاينجبر،،، ونهضت إنسانيتي وهرولة مسرعةً كما هرولت أنا إلى بيت الشيخ... وحين رأيت الشيخ عرفت أن وجوده في المستشفى قرار يجب أن يتخذ...
وجدت جمع من القبيلة شعثاً غبراً عليهم أثر السفر قد ظهر (( شهب)) ولسه عيونهم فيها عير (( وهو اصفرار يأتي في أحداق العيون لا ينتبه إليه أكثر الجماعة إلا مع صلاة الظهر إذا رأى نفسه في المراية وهو يتوضأ))،، وإذ أصوات ترتفع بين من يدعوا بالشفاء للشيخ وبين من يدعوا على من كان السبب وأصابع الاتهام الخفية تؤشر إلى ((طحنون)) الرجل الذي فاز بقصب النصب في النضل (( العين )) ومثله لا يلحق الحوار بأمه .. وأخذ رجلٌ يردد تمتمته وشعوذته وشعبثته قائلاً : (( قل ياشيخ حبستك بالحابس والمقباس القابس ونطحتك....بي وصواعق ربي)) والشيخ فوق رأسه عشرين عصفور يدور (( يعني مدلخ )) ما يدري وش الطبخه!!!..
ترى هل كان السبب (( النضول)) أم أن السبب كان سحلة العبيلة التي كرع فيها الشيخ ، ولحوم مشبعة بالكالسترول وحليب الأبل كامل الدسم وزبدة مع التمر.. الواقع والجمع المبارك يقول عين (( طحنون أبو عيون )) شخف الشيخ فوقع الشيخ لقفاه صريعاً بلا حراك..
بعد أن رفعت الجلسة!!! اتصلت على الإسعاف ليحضر ،، فلم ينتظر الرجال وشلوا الرجال ،، على جيب الشاص حق المقناص والذي يقف في (( مقدمة الشيخ )) وركب معه كم نفر وتكوا برأسه على كيس شعير ،، ووضعوا تحت قدميه ((تبنه)) في وجه العدو. ومن مطب في مطب حتى وصلنا المستشفى ، وفي المستشفى نط الأشاوس والكل يريد أن يكون المرافق مع الشيخ ، ودام به سسترات ، وأكل ببلاش ، وقنوات فضائية وش وراهم أحسن لهم من زريبة الغنم إلي ساكنينها.
في المستشفى وبعد أن قمت بفحص الشيخ بمعونة الزملاء من الأطباء ،،، قرر الأطباء وجوب عمل أشعة مقطعية لرأسه وفحص كامل ..الخ الخ،، حتى يتجلى لهم ما يشكو منه ،، والذي أصبح لدي يقين بنسبة 90% بوجوده جلطة في رأسه (( وقانا الله شر الجلطات والمهايطات ))... هنا احترت ولكني اخترت التريث في الأخبار أو عدمه ... حتى تنكشف الأمور...والحمد لله تداركنا ألأمر ونجح ما قمنا به للشيخ ، وبعد أن تعافى الشيخ وانتهى من العلاج الطبيعي صار الشيخ طبيعي .حينها أصر الشيخ على الخروج من المستشفى ... والذهاب إلى القرية .... وهنا أعترض البعض من المرافقين (( والسبب ذكرته أنفاً فلا أعيد))ومع الإصرار صار إلي صار ... وخرج الشيخ..
لعل من حسنات هذه الحادثة أن عرفت قيمتي من أبناء عمومتي ،،، فلقد أكتشف الشيخ والجماعة أن ليس لي علاقة بقسم الولادة ولا العجز ،،، ولو قال بذلك أحد أفراد القبيلة لكان ذلك طعناً في الشيخ ذاته ،، لأني طبيبه الذي أشرف على حالته بالمستشفى ،،، وقد فحصت رأسه ولم أفحص رحمه!!!!!!!!.
ومن هنا كانت العلاقة والصداقة مع الشيخ ... ففي كل يوم ولي داعي للقهوة في قبر بيته (( مجلسه )) الذي تسكنه مخلوقات الصحراء حتى لكأنه حديقة زواحف لقلة فتحة... ولكن يضل مجلس الشيخ...
ذات مساء ،،، وحين عدت من الشيخ إلى بيت الوالدة ... تبسمت أمي ونادتني للسواليف معهاوالقهوة.... وجدتها فرصة سانحة للسواليف بدون مهايطة .ولسواليف جديدة (( لأن الجماعة من يوم وانا كبر بيتر صديق هايدي الى الحين نفس السواليف لا جديد)). وعشان أخذ الوضع الطبيعي في السواليف وكلٌ يتكلم على سجيته..ودار الحوار بيني وبين والدة بما نصه:
قالت الوالدة متى نفرح فيك؟؟ (( تقصد زواجي الثاني لأن الأول انتهى بالطلاق)) موسيقى حزينه!!
قلت : والله يمه قريب إن شاء الله ،، بس عسى الله يوفقني و اضبط أموري ؟؟ وأحصل بنت الحلال ؟؟
قالت : أمورك وبيسرها الله ؟؟؟ وبنت الحلال تبي أرجال يخطبون ويوردون،، وإذا تبي الزواج علمني ،، وأبشر بالخير.
قلت : ليه خابرةٍ أحد يصلحلي؟؟
قالت : تبي بنت حلحيل وزيزوم يفك المشكلة ويزبن الجاني ،،بنت دهمان أحمر العين..
قلت : على كذا تكون بنت إرهابي ولا وش معنى يزبن جان فر من العدالة .. وبعدين مالي ومال أبوها ... عيونه حمر صفر خضر شي راجعله يمه ،،أنا أهم شي أن البنت تكون ذات خلق ودين ،،، وبارة فيك..
قالت :لا وأنا أمك من خذا من قوم شافهم على جال ضوه ، والعرب ما تنشد من ابو البنت بس لا تنشد من خاله بعد ، والناس تقول (( حاذور على الفتى من خال أمه)).
قلت : الاختلاف لا يفسد للود قضية ، وأنا يهمني ما أوصى به الرسول (( فاظفر بذات الدين تربت يداك)) لكن أنتي دوري لي وما يصير الا كل خير أنشا الله.
قالت :عندي عندي... أبشربها.. الي بتاتي على تهوى خاطري وخاطرك .
قلت : منهي يمه ؟؟
قالت : جلابص بنت الامير الشيخ سعيدان بطاح ..
قلت : ويش!!!
قالت : الي أسمعت ، أبشر بالمرة السنعة ((( الي كيتها من كيتها))وابوها شيخ ربعه (( الأمير )).
قلت : يالله التوفيق ،، نشوفها وتشوفني ويكتب الله الي فيه خير..
قالت : (( ضحكت ))...وأردفت قائلة.. لا أحد يسمعك ياوليدي ... أنت تبي تفضحنا...
قلت : ليه الأسلام فضيحة ،، والا الفضيحة النطيحة من السوالف والعلوم القبيحة...
قالت : هذي سلوم أبو وجد ... الكبيح (( تعني القبيح)) غيرها وأنا أمك...
قلت : خير أنشأ الله يستوي خير .. وراي دوام باكر... والي بيكتبه الله بيصير..... تصبحين على خير..
مطقت ((حبيت)) راس أمي وقمت من عندها.
إلى اللقاء في الجزء ((3))
نمت بعد صلاة الفجر ، وبعد تناولي الفطور مع المقهور أخي الذي أزبد وأرعد على ما بدر مني وما نقل عني،،،و بعد أن طمبحت على السرير لأنام نومة الغرير ملتقماً رضاعة خيالي وأحلامي و رأيت نفس الحلم ورجع نفس المنام إلي مضى قبل يومين (( على قولة حامد زيد))،،، رأيت أني لازلت في نفس مجلس العزاء الذي تحول إلى روشة مهايطة كما أخبرتكم سابقاً،،، ونفس الزمان ونفس المكان فالشيخ أمامي وطلبة العلم حوله لا يتركون شاردة ولا واردة إلا قيدوها فالعلم صيد والكتابة قيد (( على ذمة الحادي في توقيعه)) وعملوا بها ما تعمل الشياطين والكهان بكلمة يقتبسها احد الشياطين من السماء ،، فيضاف إلى الكلمة 99 كلمة كذبة .والباحث عن كلمة الشيخ الحقيقية كالباحث عن الإبرة في كومة القش ،ويبدو لي والله أعلم أن الحضور قد قرءوا كتب عن فن الإنصات التي تصدر عن مؤسسة فرانكلين .أو دخلوا الدورات المتخصصة في هذا المجال ، ولا ما معنى السكينة التي تغشى القوم حين يتكلم بحر العلوم.
قد يحاجونك ويخزمون خشمك إن تكلمت عن نظرية علمية أو مسألة فقهية أو تحليلات سياسية،فعند الأعراب معرفة بالذرة والمجرة ويحفظ أحدهم الأف مؤلفة من أساطير الفرسان ومن قصائد العربان...لكنه للأسف لا يحسن قراءة الفاتحة مجودة ولا يعرف معنى الصمد!!!.... سيرد بعضهم علي الآن (( في الردود))وأبو زيد ((نفداه)) مايقصر!!! أما أن يتكلم الشيخ فهذا الكلام ولا بلاش،لن تسمع حس ولا رس ، الكل مبحلقٌ بعينيه بتركيز، وموجهٌ أذنيه إلى مصدر الصوت كالرادار،وخاضعاً برأسه اكباراً للعلم.. حتى أن أحدهم قد يحمل معه دفتر محاضرات (( أبو خمس مواضيع الملون )) ليكتب ما يملي عليه الشيخ بكرة وأصيلا ،، وكاتب عناوين الأقسام الخمسة ،، ففي الأول حكم وأمثال الشيخ ،،، والثاني أشعاره ،،، والثالث قصص من شجاعته ،،، والرابع عن حاتميته وكرمه ،،،، والخامس كوكتيل للشيخ قدس الله سره ،، الغريب أنك لن تجد متشاغلٌ بأنفه ،،ولافاتلاً لشنبه،، ولا ضاربٌ لأبنه ،،، ولا ناضرٌ في ساعته ،،،،ولن تجد ناعسٌ في غفوته ،،، والتي كثيرٌ ما نراها في المسجد وخصوصاً صلاة الجمعة..بقي أن اذكر أن الشيخ لم يدخل مدرسة فهو ضد المدارس ومع المجالس ، وكما تقول العامة ( المجالس مدارس ) ، وأنا أقول الإنسان كالوعاء والمجالس والمدارس تملئان هذا الوعاء ، فالمدارس تملئ وعاء العقل ، والمجالس تملئ وعاء البطن ، وكم من بطنة أذهبت فطنة.
المهم ما أرتحت في المجلس وما فهمت ماقال الشيخ ، وعزائي أن من حضر المجلس لم يفهم ما تفوه به العلامة، لكني لم أشأ أن أبدأ بالمشاحنة والعداء وأثرت الظل على هجير البادية والمطبخيه (( على فكرة يقول فارس قحطان إن الخاشوقه أصلها تركي وأصحح هنا فخشق فلان فلان كلمة قحطانية معناه فنخ رأسه بالمشعاب أما ان كان يقصد الملعقة فلا تعليق لدي على مايقول!!) ، أعود الى الموضوع ففي صدري بركانٌ ثائر وحزنٌ كربلائي على ما رأيته من استعباد البشر في قرن عبدة البقر في الهند ،،،لذا كان لزاماً علي أن أدير تصرفي بعقلي ،،، وألا أتبع ما تمليه علي العاطفة الجياشة من غضب وتأجج من تصرفات عبيد السيد والسيد نفسه ،،،هنا كسرت وجبرت وفكرت ودبرت أمراً للاستفادة من أسلوب الشيخ كي أتقمصه في تعاملي مع السذج من أبناء القبيلة (( الذين يسموني بطبيب العجز)) كي أتعرف على إستراتيجيته الإدارية التي من خلالها نجح في إدارته...وهنا بدرت في ذهني أفكار ورأيت (( لمبة )) فوق رأسي وهجولت أسئلة عدة بنافوخي يدور محورها في كيفية إدارة رويعي الغنم على الجمع العدم؟؟ كيف يستولي على محبتهم وهو بغيض حقود حسود ؟؟؟ بل كيف يصدقونه وهو كذوب متهم الحديث؟؟؟ كيف يستقبلونه وهو بخيل من قائمة البخلاء بتوقيع (( الجاحظ)) ؟؟ كيف يفتحون له الألباب وهو مغلق الباب؟؟؟ كيف يشحذونه وهو شحاذ؟؟ وغيرها من الأسئلة التي تبحث في عقلي عن إجابة ،،، ولو استقبلت ما استدبرت لكانت الإجابة واضحة لي وضوح الشمس في رابعة النهار ولما أحتجت كثير وقت في البحث عنها ،ألا وهي أننا نعيش في عصر الرويبضة ..ولئن كان جده قاطع طريق في وقت كوبوي الصحراء،، أيكون له سلطة علي في عصرٍ لا يعترف إلا بالتكنولوجيا والتقدم الحضاري ،، ولو كان الشيخ بمستوى جده في كرمه و شجاعته لم أختلفنا فيه ،،، ولكنه لا يرتقي الى مستوى رعاة جده. ثم ما زالت الدنيا ميدان تنافس للجميع (( والميدان ياحميدان )) ربما يكون جده أفضل من جدي لكني أطلق من شاربه وستين ممن هم على شاكلته.
بعد فترة زمنية ،،،خرجت من عندهم وأنا محتاس ما أبي الناس ،، ودقيت سلف الجيب علشان يشبع من هوى نجد و أترابه ،،وفي المساء عدت بعد أن ابتعدت عن مضارب القرية ،،وماش لك على الخاطر (( ما أسفهل )) لذا عدت إلى البيت وأنا مشغل الفكر والهاجس ،، وأخذت أردد قول الشاعر::
البارحة ساهرٍ والنوم ما جاني.........
ثم توقفت في منتصف البيت وضحكت على الشاعر الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء ،،، فالساهر أكيد لم يأتيه النوم ،،، وضحكت لأني استبدلت الذي هو خير بالذي هو أدنى ،،، فبعد الكتب العلمية ،،، والبحوث الرصينة أعود إلى إشعار الأعراب ،، ولكن الغاية تبرر الوسيلة ،،،و المهم أن أصبح مثل هذا الشيخ أو قريباً منه !!!!!.
في الصباح ومع صياح الديك ،،، نهضت من فراشي لابحث عن معاشي،،، وأنا ماشي جاءني النذير بالخبر وبالعبرة لمن أعتبر،،، فالشيخ طريح فراش لا حي لاميت مريض ،، هنا انكسرت أحلامي قدامي ... ككسر الزجاجة كسرها لاينجبر،،، ونهضت إنسانيتي وهرولة مسرعةً كما هرولت أنا إلى بيت الشيخ... وحين رأيت الشيخ عرفت أن وجوده في المستشفى قرار يجب أن يتخذ...
وجدت جمع من القبيلة شعثاً غبراً عليهم أثر السفر قد ظهر (( شهب)) ولسه عيونهم فيها عير (( وهو اصفرار يأتي في أحداق العيون لا ينتبه إليه أكثر الجماعة إلا مع صلاة الظهر إذا رأى نفسه في المراية وهو يتوضأ))،، وإذ أصوات ترتفع بين من يدعوا بالشفاء للشيخ وبين من يدعوا على من كان السبب وأصابع الاتهام الخفية تؤشر إلى ((طحنون)) الرجل الذي فاز بقصب النصب في النضل (( العين )) ومثله لا يلحق الحوار بأمه .. وأخذ رجلٌ يردد تمتمته وشعوذته وشعبثته قائلاً : (( قل ياشيخ حبستك بالحابس والمقباس القابس ونطحتك....بي وصواعق ربي)) والشيخ فوق رأسه عشرين عصفور يدور (( يعني مدلخ )) ما يدري وش الطبخه!!!..
ترى هل كان السبب (( النضول)) أم أن السبب كان سحلة العبيلة التي كرع فيها الشيخ ، ولحوم مشبعة بالكالسترول وحليب الأبل كامل الدسم وزبدة مع التمر.. الواقع والجمع المبارك يقول عين (( طحنون أبو عيون )) شخف الشيخ فوقع الشيخ لقفاه صريعاً بلا حراك..
بعد أن رفعت الجلسة!!! اتصلت على الإسعاف ليحضر ،، فلم ينتظر الرجال وشلوا الرجال ،، على جيب الشاص حق المقناص والذي يقف في (( مقدمة الشيخ )) وركب معه كم نفر وتكوا برأسه على كيس شعير ،، ووضعوا تحت قدميه ((تبنه)) في وجه العدو. ومن مطب في مطب حتى وصلنا المستشفى ، وفي المستشفى نط الأشاوس والكل يريد أن يكون المرافق مع الشيخ ، ودام به سسترات ، وأكل ببلاش ، وقنوات فضائية وش وراهم أحسن لهم من زريبة الغنم إلي ساكنينها.
في المستشفى وبعد أن قمت بفحص الشيخ بمعونة الزملاء من الأطباء ،،، قرر الأطباء وجوب عمل أشعة مقطعية لرأسه وفحص كامل ..الخ الخ،، حتى يتجلى لهم ما يشكو منه ،، والذي أصبح لدي يقين بنسبة 90% بوجوده جلطة في رأسه (( وقانا الله شر الجلطات والمهايطات ))... هنا احترت ولكني اخترت التريث في الأخبار أو عدمه ... حتى تنكشف الأمور...والحمد لله تداركنا ألأمر ونجح ما قمنا به للشيخ ، وبعد أن تعافى الشيخ وانتهى من العلاج الطبيعي صار الشيخ طبيعي .حينها أصر الشيخ على الخروج من المستشفى ... والذهاب إلى القرية .... وهنا أعترض البعض من المرافقين (( والسبب ذكرته أنفاً فلا أعيد))ومع الإصرار صار إلي صار ... وخرج الشيخ..
لعل من حسنات هذه الحادثة أن عرفت قيمتي من أبناء عمومتي ،،، فلقد أكتشف الشيخ والجماعة أن ليس لي علاقة بقسم الولادة ولا العجز ،،، ولو قال بذلك أحد أفراد القبيلة لكان ذلك طعناً في الشيخ ذاته ،، لأني طبيبه الذي أشرف على حالته بالمستشفى ،،، وقد فحصت رأسه ولم أفحص رحمه!!!!!!!!.
ومن هنا كانت العلاقة والصداقة مع الشيخ ... ففي كل يوم ولي داعي للقهوة في قبر بيته (( مجلسه )) الذي تسكنه مخلوقات الصحراء حتى لكأنه حديقة زواحف لقلة فتحة... ولكن يضل مجلس الشيخ...
ذات مساء ،،، وحين عدت من الشيخ إلى بيت الوالدة ... تبسمت أمي ونادتني للسواليف معهاوالقهوة.... وجدتها فرصة سانحة للسواليف بدون مهايطة .ولسواليف جديدة (( لأن الجماعة من يوم وانا كبر بيتر صديق هايدي الى الحين نفس السواليف لا جديد)). وعشان أخذ الوضع الطبيعي في السواليف وكلٌ يتكلم على سجيته..ودار الحوار بيني وبين والدة بما نصه:
قالت الوالدة متى نفرح فيك؟؟ (( تقصد زواجي الثاني لأن الأول انتهى بالطلاق)) موسيقى حزينه!!
قلت : والله يمه قريب إن شاء الله ،، بس عسى الله يوفقني و اضبط أموري ؟؟ وأحصل بنت الحلال ؟؟
قالت : أمورك وبيسرها الله ؟؟؟ وبنت الحلال تبي أرجال يخطبون ويوردون،، وإذا تبي الزواج علمني ،، وأبشر بالخير.
قلت : ليه خابرةٍ أحد يصلحلي؟؟
قالت : تبي بنت حلحيل وزيزوم يفك المشكلة ويزبن الجاني ،،بنت دهمان أحمر العين..
قلت : على كذا تكون بنت إرهابي ولا وش معنى يزبن جان فر من العدالة .. وبعدين مالي ومال أبوها ... عيونه حمر صفر خضر شي راجعله يمه ،،أنا أهم شي أن البنت تكون ذات خلق ودين ،،، وبارة فيك..
قالت :لا وأنا أمك من خذا من قوم شافهم على جال ضوه ، والعرب ما تنشد من ابو البنت بس لا تنشد من خاله بعد ، والناس تقول (( حاذور على الفتى من خال أمه)).
قلت : الاختلاف لا يفسد للود قضية ، وأنا يهمني ما أوصى به الرسول (( فاظفر بذات الدين تربت يداك)) لكن أنتي دوري لي وما يصير الا كل خير أنشا الله.
قالت :عندي عندي... أبشربها.. الي بتاتي على تهوى خاطري وخاطرك .
قلت : منهي يمه ؟؟
قالت : جلابص بنت الامير الشيخ سعيدان بطاح ..
قلت : ويش!!!
قالت : الي أسمعت ، أبشر بالمرة السنعة ((( الي كيتها من كيتها))وابوها شيخ ربعه (( الأمير )).
قلت : يالله التوفيق ،، نشوفها وتشوفني ويكتب الله الي فيه خير..
قالت : (( ضحكت ))...وأردفت قائلة.. لا أحد يسمعك ياوليدي ... أنت تبي تفضحنا...
قلت : ليه الأسلام فضيحة ،، والا الفضيحة النطيحة من السوالف والعلوم القبيحة...
قالت : هذي سلوم أبو وجد ... الكبيح (( تعني القبيح)) غيرها وأنا أمك...
قلت : خير أنشأ الله يستوي خير .. وراي دوام باكر... والي بيكتبه الله بيصير..... تصبحين على خير..
مطقت ((حبيت)) راس أمي وقمت من عندها.
إلى اللقاء في الجزء ((3))