سعد بن حسين
30-09-2006, 02:28 PM
لا بـأس.....( فـلنبدأ من جـديد.)....!!!؟
حـين رأى ( تومـاس أديسـون ) _ مـخترع المـصباح الكـهربائي _
معملـه قد احـترق تمـاما، وتحـول إلى تراب ورمـاد وبقـايا أوراق ، وفـتات مـتناثر
أطـال النظـر إلى كـومة الـرماد التي بين يديه
ثم لـم يزد على أن قـال : ( لا بأس .. فـلنبدأ مـن جـديد ) ..!!
- - -
سألتُ نفسـي وأنا أقـرأ هذه القصـة العـجيبة ..
ترى ما الـذي كان يهجـس في قـلب هذا الرجـل في ذلك الموقـف
مما دعـاه أن يتلقى الصدمـة برباطة جـأش رائعـة ،
وصـبر وإصـرار على المحـاولة من جـديد ..
أمـا الله والـدار والآخـرة ، فلا نحـسب أنهـما كانا في قـائمة اهـتماماته ..
لأن من طـلب هـذين الأمـرين بجد وحـق ،
سـاقه ذلك إلى الدخـول في الإسـلام ولابد ..
فنحـسب من ثم أن الفكـرة التي كـانت تشغـله حتى الـذروة ..
وتصـبّره على تحـمل مشـاق السـهر ، وتعـب التجـارب ،
وتهـوّن عليه مـا يلقى في الطـريق ..
نحـسب __ والله أعـلم __ أنها الرغـبة في أن يكـتشف جـديدا ..
ليسجـل إنجـازاً لم يسبقـه إلـيه الأوائل ..
ليسطـر اسـمه في سجـل الخـالدين _ كـما يتوهـم _..
ليقـول الـناس عنه كـذا وكـذا مـما يمـلأ عـينيه ..
لتعـطيه الـدنيا .. لتعوضـه المحـافل الـدولية عن تعـبه ونصـبه وسهره .
بالشـيء الـذي تقر به عـينه ..
أو عـلى الأقل رغـبة في تحـقيق هـواية راسخـة في نفسه تصـبره ليحـتمل ..
ونحـو هذه المـعاني ..
ومن هـنا تعب تعـبه الشـديد ،
على أمـل في تعـويض كـبير أدبي ومـادي ..
لهـذه الأسـباب مجـتمعة .. وربما غـيرها معـها ..
رأينا الرجـل يتلقى الـصدمة بثبات ، ويقـف أمـام ذلك المشـهد الـدرامي في روعـة ..
هـذا هو معـمله الذي يسهـر فيه طـويلا حتى لا يكـاد يأكـل إلا لقـيمات يقمـن صلبه ،
ويتحـنث فـيه اللـيالي ذوات الـعدد
فـي تجـارب مـتواصلة ، لا يكـل ولا يمـل مـنها ..
هاهـو يرى هذا المعـمل قد أصـبح ترابا ورمـادا
بكـل ما فـيه من أوراق وتجـارب .!
ولـم يزد على أن هـز رأسـه وقـال :
لا بأس .. فـلنبدأ من جـديد ..!!
ألـيس في هـذه القـصة عـبرة وأي عبرة ..
ودرس يبلـغ مستـقر العظـم لمن كـان له قـلب وألقـى السمـع وهو شهـيد .!؟
ذاك رجـل يرجـو الـدنيا وتعويضـها له ،
يتعـب تعـبه في الحـياة ، ويضـرس الجمر .
ويذوق مـرارة السـهر .. وقـسوة الأيـام ..
حـتى ليقـال بأنه كـان لا ينام إلا ساعـات قلـيلة ..!!
ولا يأكـل إلا مـا يقـيم صـلبه .. ويكـره شيـئين : النـوم .. والحـلاق .. !!!
( دقـائق بين يدي الـحلاق يعـتبرها ضـائعة .. !!
_ ربمـا نعود لهـذه النقطـة فنفـردها بتعـليق مستـقل _
فـرأيناه يصـبر ويصـابر ويرابط ،
ويواجـه الأحـداث بنفـس عـالية .. وهمـة راقـية ..
لا يسمـح لـليأس أن يتسـلل إلى قـلبه ..
ويرفـض مشـاعر الإحـباط ..
لأنه يأمـل أن يحـقق فكـرة في رأسـه ، ليـصل إلى أمـل يرجـوه ..
السـؤال المـر :
فـما بال الذين يرجـون الله والـدار الآخـرة ..
لا يستفـيدون من هـذا الـدرس الكـبير ؟
ألا تستحـق الجـنة أن نتعـب لها تعـبها ..
ونسعـى لها سعـيها ، ونبذل لـها ما فـي وسعنا ، ومـا في طـاقتنا ؟؟
ألا يستحـق ربنا الرحمـان الرحـيم أن نعـطيه من أوقـاتنا ، وأمـوالنا ،
وجهـودنا ، وأن نجـعل رضـاه نصـب أعـيننا ،
ونحـن على تـمام الثـقة واليقـين أنه سيعـوضنا
خـيرا مـما بذلناه من أجـله سبحـانه ..
وخـيرا مما تركـناه في سـبيل تحـصيل مرضـاته ؟؟
ألسـنا أولـى من ذلك الإنسـان أن نقـابل شـدائد الحـياة ،
وأحـداثها بوجـه باسـم ، وأسـارير متهـللة ،
وقـلب واثق مشـدود إلـى الله ، وروح منشـرحة ،
ونحـن نقـول في مـنتهى البسـاطة :
قـدر الله ومـا شاء فـعل … لا بـأس ... فـلنبدأ من جـديد !!
حـين نخـتلف مـن بعضـنا .. حـين يسـيء إلي أخـي ، أو أسـيء أنا إلـيه ..
حـين أفـشل في الاستقامـة ، مـع أنني أرغـب فـيها ..
حـين أتعـثر في إنجـاز موضـوع مـا ،
ولـم أستطـع إتمـامه على الوجـه المطلـوب ..
حـين ... وحـين … وحـين ...!
أيعـسر على أحـدنا أن يقـول في منـتهى الثـقة :
قـدر الله ، ومـا شـاء فـعل .. ثم يقـول: لن يكـون أديسـون أفـضل مـني ..
لا بـأس... فـلنبدأ من جـديد !!!! !
حـين رأى ( تومـاس أديسـون ) _ مـخترع المـصباح الكـهربائي _
معملـه قد احـترق تمـاما، وتحـول إلى تراب ورمـاد وبقـايا أوراق ، وفـتات مـتناثر
أطـال النظـر إلى كـومة الـرماد التي بين يديه
ثم لـم يزد على أن قـال : ( لا بأس .. فـلنبدأ مـن جـديد ) ..!!
- - -
سألتُ نفسـي وأنا أقـرأ هذه القصـة العـجيبة ..
ترى ما الـذي كان يهجـس في قـلب هذا الرجـل في ذلك الموقـف
مما دعـاه أن يتلقى الصدمـة برباطة جـأش رائعـة ،
وصـبر وإصـرار على المحـاولة من جـديد ..
أمـا الله والـدار والآخـرة ، فلا نحـسب أنهـما كانا في قـائمة اهـتماماته ..
لأن من طـلب هـذين الأمـرين بجد وحـق ،
سـاقه ذلك إلى الدخـول في الإسـلام ولابد ..
فنحـسب من ثم أن الفكـرة التي كـانت تشغـله حتى الـذروة ..
وتصـبّره على تحـمل مشـاق السـهر ، وتعـب التجـارب ،
وتهـوّن عليه مـا يلقى في الطـريق ..
نحـسب __ والله أعـلم __ أنها الرغـبة في أن يكـتشف جـديدا ..
ليسجـل إنجـازاً لم يسبقـه إلـيه الأوائل ..
ليسطـر اسـمه في سجـل الخـالدين _ كـما يتوهـم _..
ليقـول الـناس عنه كـذا وكـذا مـما يمـلأ عـينيه ..
لتعـطيه الـدنيا .. لتعوضـه المحـافل الـدولية عن تعـبه ونصـبه وسهره .
بالشـيء الـذي تقر به عـينه ..
أو عـلى الأقل رغـبة في تحـقيق هـواية راسخـة في نفسه تصـبره ليحـتمل ..
ونحـو هذه المـعاني ..
ومن هـنا تعب تعـبه الشـديد ،
على أمـل في تعـويض كـبير أدبي ومـادي ..
لهـذه الأسـباب مجـتمعة .. وربما غـيرها معـها ..
رأينا الرجـل يتلقى الـصدمة بثبات ، ويقـف أمـام ذلك المشـهد الـدرامي في روعـة ..
هـذا هو معـمله الذي يسهـر فيه طـويلا حتى لا يكـاد يأكـل إلا لقـيمات يقمـن صلبه ،
ويتحـنث فـيه اللـيالي ذوات الـعدد
فـي تجـارب مـتواصلة ، لا يكـل ولا يمـل مـنها ..
هاهـو يرى هذا المعـمل قد أصـبح ترابا ورمـادا
بكـل ما فـيه من أوراق وتجـارب .!
ولـم يزد على أن هـز رأسـه وقـال :
لا بأس .. فـلنبدأ من جـديد ..!!
ألـيس في هـذه القـصة عـبرة وأي عبرة ..
ودرس يبلـغ مستـقر العظـم لمن كـان له قـلب وألقـى السمـع وهو شهـيد .!؟
ذاك رجـل يرجـو الـدنيا وتعويضـها له ،
يتعـب تعـبه في الحـياة ، ويضـرس الجمر .
ويذوق مـرارة السـهر .. وقـسوة الأيـام ..
حـتى ليقـال بأنه كـان لا ينام إلا ساعـات قلـيلة ..!!
ولا يأكـل إلا مـا يقـيم صـلبه .. ويكـره شيـئين : النـوم .. والحـلاق .. !!!
( دقـائق بين يدي الـحلاق يعـتبرها ضـائعة .. !!
_ ربمـا نعود لهـذه النقطـة فنفـردها بتعـليق مستـقل _
فـرأيناه يصـبر ويصـابر ويرابط ،
ويواجـه الأحـداث بنفـس عـالية .. وهمـة راقـية ..
لا يسمـح لـليأس أن يتسـلل إلى قـلبه ..
ويرفـض مشـاعر الإحـباط ..
لأنه يأمـل أن يحـقق فكـرة في رأسـه ، ليـصل إلى أمـل يرجـوه ..
السـؤال المـر :
فـما بال الذين يرجـون الله والـدار الآخـرة ..
لا يستفـيدون من هـذا الـدرس الكـبير ؟
ألا تستحـق الجـنة أن نتعـب لها تعـبها ..
ونسعـى لها سعـيها ، ونبذل لـها ما فـي وسعنا ، ومـا في طـاقتنا ؟؟
ألا يستحـق ربنا الرحمـان الرحـيم أن نعـطيه من أوقـاتنا ، وأمـوالنا ،
وجهـودنا ، وأن نجـعل رضـاه نصـب أعـيننا ،
ونحـن على تـمام الثـقة واليقـين أنه سيعـوضنا
خـيرا مـما بذلناه من أجـله سبحـانه ..
وخـيرا مما تركـناه في سـبيل تحـصيل مرضـاته ؟؟
ألسـنا أولـى من ذلك الإنسـان أن نقـابل شـدائد الحـياة ،
وأحـداثها بوجـه باسـم ، وأسـارير متهـللة ،
وقـلب واثق مشـدود إلـى الله ، وروح منشـرحة ،
ونحـن نقـول في مـنتهى البسـاطة :
قـدر الله ومـا شاء فـعل … لا بـأس ... فـلنبدأ من جـديد !!
حـين نخـتلف مـن بعضـنا .. حـين يسـيء إلي أخـي ، أو أسـيء أنا إلـيه ..
حـين أفـشل في الاستقامـة ، مـع أنني أرغـب فـيها ..
حـين أتعـثر في إنجـاز موضـوع مـا ،
ولـم أستطـع إتمـامه على الوجـه المطلـوب ..
حـين ... وحـين … وحـين ...!
أيعـسر على أحـدنا أن يقـول في منـتهى الثـقة :
قـدر الله ، ومـا شـاء فـعل .. ثم يقـول: لن يكـون أديسـون أفـضل مـني ..
لا بـأس... فـلنبدأ من جـديد !!!! !